الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1567 [ 811 ] وعن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا ، فزجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه ، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه .

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 295 - 329) ، ومسلم (943) ، وأبو داود (3150) ، والترمذي (995) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " في كفن غير طائل " ; أي لا خطر له ولا قيمة ، أو لا ستر فيه ولا كفاية ، أو لا نظافة له ولا نقاوة .

                                                                                              وقوله " زجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقبر الرجل بالليل " أخذ به الحسن ، فكره أن يقبر الرجل بالليل إلا لضرورة . وذهب الجمهور إلى جواز ذلك ، وكأنهم رأوا أن ذلك النهي خاص بذلك الرجل لئلا تفوته صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : يمكن أن يقصدوا بدفنه بالليل ستر إساءة ذلك الكفن الغير طائل . قال الشيخ رحمه الله : وهذه التأويلات فيها بعد ، ولا تصلح لدفع ذلك الظاهر ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما صدر عنه النهي المطلق بعد دفن الرجل بالليل ، فقد تناول النهي غيره قطعا ; فتأمله !

                                                                                              ويمكن أن يعضد مذهب الحسن بأنه إن قبر ليلا قل المصلون عليه ; لأن عادة [ ص: 602 ] الناس في الليل ملازمة بيوتهم ، ولا يتصرفون فيه ، ولأنه إذا قبر في الليل تسومح في الكفن ; لأن الليل يستره . ودل على صحته قوله صلى الله عليه وسلم في آخره : إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه - ضبطه أبو بحر " كفنه " بسكون الفاء ، وغيره بفتحها يعني الكفن نفسه ، وهو الأولى ، والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية