الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2058 [ 1062 ] وعن محمد بن المنتشر ، قال: سمعت ابن عمر يقول: لأن أصبح مطليا بقطران أحب إلي من أن أصبح أنضخ طيبا قال: فدخلت علي عائشة فأخبرتها بقوله ، فقالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فطاف في نسائه ثم أصبح محرما .

                                                                                              وفي رواية : ينضخ طيبا .

                                                                                              رواه مسلم (1192) (48 و 49 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقول ابن عمر رضي الله عنهما : لأن أصبح مطليا بقطران أحب إلي من أن أصبح محرما أنضخ طيبا ) ; موافق لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمتطيب المحرم : (اغسل عنك الطيب) كما تقدم . والتمسك به أولى من حديث عائشة ; لأن الأول مقعد للقاعدة ، وحديث عائشة قضية عينية ، محتملة للخصوص ، فالأول أولى .

                                                                                              [ ص: 276 ] وقولها : ( فطاف في نسائه ) ; هو كناية عن الجماع ، ويكون هذا مثل قول أبي رافع : طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نسائه ذات يوم ، فجعل يغتسل عند هذه وعند هذه ، فقلت : يا رسول الله ! لو جعلته غسلا واحدا ؟ قال : (هذا أزكى ، وأطيب ، وأطهر) خرجه النسائي .

                                                                                              ويقال على هذا: كيف دار عليهن في يوم واحد ، واليوم لواحدة منهن ؟ والجواب من وجهين :

                                                                                              أحدهما : أن العدل لم يكن عليه لهن واجبا ; بدليل قوله تعالى : ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك

                                                                                              والثاني : يحتمل أن التي كان في يومها أذنت له في ذلك . وهذا على تسليم أن ذلك كان عليه واجبا ، أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ نفسه بذلك مجاملة ، ومحاسنة ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              ويحتمل أن يكون قولها : ( طاف في نسائه ) ، بمعنى : تفقدهن في منازلهن لينظر فيما يحتجن إليه ، لا سيما وكان في أهبة الخروج لسفره ذلك .




                                                                                              الخدمات العلمية