الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4555 [ 2407 ] وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار، ومنهم حكيم إذا لقي الخيل - أو قال العدو - قال لهم : "إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم" .

                                                                                              رواه البخاري (4232)، ومسلم (2499).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله صلى الله عليه وسلم " إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل ") ، كذا صحت الرواية فيه بالدال المهملة والخاء المعجمة ، من الدخول ، وقد رواه بعضهم " يرحلون " بالراء والحاء المهملة ، من الرحيل . قال بعض علمائنا : وهو الصواب - يشير إلى أنهم كانوا يلازمون قراءة القرآن في حال رحيلهم وفي حالة نزولهم ، وكأن الأشعريين كثير فيهم قراءة القرآن بسبب أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، فإنه كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، فكان يقرأ لهم فتطيب لهم قراءته فيتعلموا منه القرآن ، وأحبوه فلازموه ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              و (قوله : " ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو العدو قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم ") ، وحكيم بمعنى محكم ، ويعني به هنا أنه محكم لأمور [ ص: 452 ] الفروسية والشجاعة ، ولذلك سبق قومه إلى العدو ، كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين ركب فرس أبي طلحة واستبرأ خبر العدو ثم رجع ، فلقي أصحابه خارجين فأخبرهم بأنهم لا روع عليهم . وقد يجوز أن يكون ذلك الحكيم هو أبو موسى أو أبو عامر ، ويكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال هذا قبل قتله ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية