الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4754 [ 2535 ] وعنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" .

                                                                                              رواه مسلم (2622).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " رب أشعث مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبره ) الأشعث : المتلبد الشعر غير المدهنة . والمدفوع بالأبواب ، أي : عن الأبواب . فلا يترك بقربها احتقارا له ، ويصح أن يكون معناه : يدفع بسد الأبواب في وجهه كلما أراد دخول باب من الأبواب ، أو قضاء حاجة من الحوائج .

                                                                                              و (قوله : " لو أقسم على الله لأبره ") أي : لو وقع منه قسم على الله في شيء لأجابه الله تعالى فيما سأله ؛ إكراما له ، ولطفا به ، وهذا كما تقدم من قول أنس بن النضر : لا والله لا تكسر ثنية الربيع أبدا . فأبر الله قسمه ؛ بأن جعل في قلوب الطالبين للقصاص الرضا بالدية ، بعد أن أبوا قبولها ، وكنحو ما اتفق للبراء لما [ ص: 610 ] التقى بالكفار فاقتتلوا ، فطال القتال ، وعظم النزال ، فقال البراء : أقسمت عليك يا رب - أو : عزمت عليك - لتمنحنا أكتافهم ، ولتلحقني بنبيك ، فأبر الله قسمه ، فكان كذلك . ولقد أبعد من قال : إن القسم -هنا - هو الدعاء من جهة اللفظ والمعنى .




                                                                                              الخدمات العلمية