الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4754 [ 2742 ] وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره .

                                                                                              رواه مسلم (2854) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : رب أشعث مدفوع بالأبواب ") أصل (رب) للتقليل وقد تأتي للتكثير . وقد جاءت كذلك في شعر امرئ القيس كثيرا . قال :


                                                                                              فيا رب مكروب كررت وراءه وعان فككت الغل عنه ففداني

                                                                                              وقال :


                                                                                              ويا رب يوم قد لهوت وليلة بآنسة كأنها خط تمثال

                                                                                              ومثله كثير قصد به مدح نفسه ، ولا يتمدح بالقليل النادر ، بل : بالكثير المتكرر ، وتصلح رب في هذا الحديث أن تحمل على الكثير ، فكأنه قال : كثير ممن يكون هذا حاله لو أقسم على الله لأبره .

                                                                                              و (قوله : " مدفوع بالأبواب ") أي : عن أبواب الملوك والكبراء ، فلا يسمع له [ ص: 171 ] قول ، ولا تقضى له حاجة ; لكونه لا يعرف ، ورث الهيئة ; أي : زريها بحيث تحتقره العين .

                                                                                              و (قوله : " لو أقسم على الله لأبره ") قيل فيه : لو دعا لأجابه .

                                                                                              قلت : وهذا عدول عن أصل وضع الكلام من غير ضرورة ، بل هو على أصله ، وقد دل على هذا ما تقدم من حديث أم الربيع حيث قال أنس بن النضر : والله لا تكسر ثنية الربيع ، ثم لما رضي الطالب بالدية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره .




                                                                                              الخدمات العلمية