الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومن جهل وجوده تعالى ) جل وعز ( أو علمه ، وفعل ) ما لا يصدر إلا من كافر ( أو قال ما لا يصدر إلا من كافر إجماعا ف ) هو ( كافر ) ولو كان مقرا بالإسلام قال ابن مفلح : تبعا ل " مسودة " بني تيمية : من جهل وجود الرب ، أو علمه وفعل أو قال ما أجمعت الأمة أنه لا يصدر إلا من كافر فكافر . انتهى . قال القاضي عياض في آخر " الشفاء " : وكذا يكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر ، وإن كان صاحبه مصرحا بالإسلام ، مع فعله ذلك الفعل ، كالسجود للصنم أو للشمس والقمر والصليب والنار والسعي إلى الكنائس ، والبيع مع أهلها ، [ والتزيي ] بزيهم من شد الزنار ونحوه - فقد أجمع المسلمون أن هذا لا يوجد إلا من كافر وأن هذه الأفعال علامة على الكفر ، وإن صرح فاعلها بالإسلام . انتهى .

( ولا يكفر مبتدع غيره ) أي غير من تقدم ذكره في رواية اختارها القاضي وابن عقيل وابن الجوزي والموفق ، وفاقا للأشعري وأصحابه ، وكمقلد في الأصح فيه عند أحمد وأصحابه وغيرهم ، وهل يفسق أم لا ؟ والمشهور عن أحمد في الداعية وعلى ذلك أكثر أصحابه : أنه يكفر وإلى ذلك أشير بقوله ( إلا الداعية في رواية ) وهي المشهورة في المذهب ، وعنه لا يكفر الداعية ولا غيره وعنه يكفران ( ويفسق مقلد ) في البدع ( لا مجتهد ) فيها ، ويكون فسق المقلد ( بما كفر به الداعية ) قال في شرح التحرير : والصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية ، فإنا نفسق المقلد فيها قال المجد : الصحيح أن كل بدعة لا توجب الكفر : لا يفسق المقلد فيها لخفتها ( ولا يفسق من لم يكفر من كفرناه ) قاله المجد .

التالي السابق


الخدمات العلمية