الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              4657 4 - باب في فضل الصحابة

                                                              549 \ 4492 - عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، -والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ - ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن .

                                                              [ ص: 164 ] وأخرجه مسلم والترمذي. وقد أخرجه البخاري ومسلم والنسائي، من حديث زهدم بن مضرب، عن عمران بن حصين.

                                                              التالي السابق




                                                              قال ابن القيم رحمه الله: هذا الحديث قد روي من حديث عمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة، والنعمان بن بشير.

                                                              فأما حديث عمران فمتفق عليه، واختلف في لفظه، فأكثر الروايات: أنه ذكر بعد قرنه قرنين، ووقع في بعض طرقه في "الصحيح ": "ثم الذين يلونهم" ثلاث مرات، ولعل هذا غير محفوظ، فإن عمران قد شك فيه وقال: لا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه: مرتين أو ثلاثا .

                                                              وأما حديث عبد الله بن مسعود: فأخرجاه في "الصحيحين" ولفظه : خير أمتي، القرن الذين يلوني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته .

                                                              وفي لفظ لهما: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير ؟ قال: قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ، [ ص: 165 ] ولم يختلف عليه في ذكر " الذين يلونهم " مرتين.

                                                              وأما حديث أبي هريرة: فرواه مسلم في "صحيحه"، ولفظه : خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ، والله أعلم: أذكر الثالث أم لا ؟ قال: ثم يخلف قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا .

                                                              فهذا فيه قرن واحد بعد قرنه، وشك في الثالث، وقد حفظه عبد الله بن مسعود، وعمران، وعائشة.

                                                              وأما حديث عائشة فرواه مسلم أيضا عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير ؟ قال: القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث .

                                                              وأما حديث النعمان بن بشير: فرواه ابن حبان في "صحيحه"، ولفظه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ق233] خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم .

                                                              فقد اتفقت الأحاديث على قرنين بعد قرنه، إلا حديث أبي هريرة، فإنه شك فيه.

                                                              [ ص: 166 ] وأما ذكر القرن الرابع، فلم يذكر إلا في رواية في حديث عمران، لكن في "الصحيحين" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم.

                                                              ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم
                                                              .

                                                              فهذا فيه ذكر قرنين بعده، كما في الأحاديث المتقدمة.

                                                              ورواه مسلم، فذكر ثلاثة بعده،

                                                              ولفظه : يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث، فيقولون: انظروا: هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني، فيقولون: هل فيكم من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيفتح لهم، ثم يبعث البعث الثالث، فيقال: انظروا، هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيفتح لهم.

                                                              ثم يكون البعث الرابع، فيقال: انظروا، هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا، رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فيوجد الرجل فيفتح له
                                                              .




                                                              الخدمات العلمية