الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              135 (باب من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة)

                                                                                                                              (وأن من مات مشركا دخل النار: زاده النووي في الترجمة) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 93 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جابر ، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ! ما الموجبتان؟ فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              [عن «جابر» بن عبد الله: قال: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! ما الموجبتان؟) .

                                                                                                                              [ ص: 222 ] أي: الخصلة الموجبة للجنة؛ والخصلة الموجبة للنار؟.

                                                                                                                              «فقال» : (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ) وزاد في رواية؛ «وقلت: أنا «ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» وعلى هذا أجمع المسلمون.

                                                                                                                              فأما دخول المشرك النار. فهو على عمومه؛ فيدخلها ويخلد فيها. ولا فرق فيه بين «الكتابي» اليهودي والنصراني، وبين «عبدة الأوثان» ، وسائر الكفرة، ولا فرق عند أهل الحق بين الكافر عنادا، وغيره، ولا بين من خالف ملة الإسلام، وبين من انتسب إليها؛ ثم حكم بكفره، بجحده ما يكفر بجحده. وغير ذلك.

                                                                                                                              وأما دخول من مات غير مشرك الجنة: فهو مقطوع له به، لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها، دخل الجنة أولا، وإن كان صاحب كبيرة مصرا عليها فهو تحت المشيئة، فإن عفي عنه دخل أولا وإلا. عذب ثم أخرج من النار وخلد في الجنة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية