الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2374 باب في جدار الكعبة وبابها

                                                                                                                              وقال النووي: (باب نقض الكعبة وبنائها ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص96-97 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الجدر: أمن البيت هو ؟ قال: "نعم" قلت: فلم لم يدخلوه في البيت ؟ قال: "إن قومك قصرت بهم النفقة". قلت: فما شأن بابه مرتفعا ؟ قال: "فعل ذلك قومك، ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا. ولولا أن قومك، حديث عهدهم في الجاهلية، فأخاف أن تنكر قلوبهم، لنظرت: أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألزق بابه بالأرض" . ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ) رضي الله عنها ; (قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الجدر: أمن البيت هو ؟ قال: "نعم". قلت: فلم لم يدخلوه في [ ص: 24 ] البيت ؟ قال: "إن قومك قصرت بهم النفقة". قلت: فما شأن بابه مرتفعا ؟ قال: "فعل ذلك قومك، ليدخلوا من شاءوا، ويمنعوا من شاءوا. ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية". )

                                                                                                                              هكذا في جميع النسخ. وهو بمعنى: (الجاهلية ) كما في سائر الروايات.

                                                                                                                              (فأخاف أن تنكر قلوبهم، لنظرت: أن أدخل الجدر ) بفتح الجيم وإسكان الدال، وهو الحجر.

                                                                                                                              (في البيت ).

                                                                                                                              وفي الرواية الأخرى: (ولأدخلت فيها من الحجر ).

                                                                                                                              وفي أخرى: (وزدت فيها: ستة أذرع من الحجر، فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة ).

                                                                                                                              وفي رواية: (خمس أذرع ).

                                                                                                                              وفي أخرى: (فأراها قريبا من سبعة أذرع ).

                                                                                                                              [ ص: 25 ] قال الشافعية: ست أذرع من الحجر، مما يلي البيت: محسوبة من البيت بلا خلاف. وفي الزائد خلاف.

                                                                                                                              فإن طاف في الحجر، وبينه وبين البيت أكثر من ستة أذرع، ففيه وجهان ;

                                                                                                                              أحدهما: يجوز، لظواهر هذه الأحاديث. وهذا هو الذي رجحه جماعات، من الشافعية الخراسانيين.

                                                                                                                              والثاني: لا يصح طوافه في شيء من الحجر، ولا على جداره. ولا يصح حتى يطوف خارجا من جميع الحجر.

                                                                                                                              قال النووي: وهذا هو الصحيح. وهو الذي نص عليه الشافعي، وقطع به جماهير أصحابنا العراقيين. ورجحه جمهور الأصحاب.

                                                                                                                              وبه قال جميع علماء المسلمين، سوى أبي حنيفة، فإنه قال: إن طاف في الحجر وبقي في مكة: أعادها. وإن رجع من مكة بلا إعادة: أراق دما، وأجزأه طوافه.

                                                                                                                              واحتج الجمهور: بأن النبي صلى الله عليه وسلم، طاف من وراء الحجر، وقال: "لتأخذوا عني مناسككم". ثم أطبق المسلمون عليه: من زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن.

                                                                                                                              وسواء كان كله من البيت، أم بعضه، فالطواف يكون من ورائه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.

                                                                                                                              (وأن ألزق بابه بالأرض ).

                                                                                                                              [ ص: 26 ] وفي الرواية الأخرى: (ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر ).

                                                                                                                              وفي أخرى: (لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض، وجعلت لها بابين: بابا شرقيا، وبابا غربيا. وزدت فيها ستة أذرع من الحجر ).

                                                                                                                              وفي أخرى: (ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض: شرقيا، وغربيا. ).

                                                                                                                              وسيأتي إيضاح ذلك قريبا.

                                                                                                                              وفي الحديث: دليل لتقديم أهم المصالح، عند تعذر جميعها.




                                                                                                                              الخدمات العلمية