الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3311 باب إجلاء اليهود من المدينة

                                                                                                                              وقال النووي : (باب إجلاء اليهود من الحجاز) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 90 ج 12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة، أنه قال: بينا نحن في المسجد، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "انطلقوا إلى يهود" فخرجنا معه، حتى جئناهم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناداهم، فقال: يا معشر يهود! أسلموا تسلموا".

                                                                                                                              فقالوا: قد بلغت. يا أبا القاسم! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك أريد. أسلموا تسلموا". فقالوا: قد بلغت. يا أبا القاسم! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك أريد". فقال لهم الثالثة. فقال: "اعلموا أنما الأرض لله ورسوله، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض. [ ص: 67 ] فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه. وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله
                                                                                                                              ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه : (أنه قال : بينا نحن في المسجد ، إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ، فقال : " انطلقوا إلى يهود " فخرجنا معه ، حتى جئناهم . فقام رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم فناداهم ; فقال : " يا معشر اليهود) ! أسلموا تسلموا" . فقالوا : قد بلغت . يا أبا القاسم ! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : "ذلك أريد. أسلموا تسلموا " . فقالوا : قد بلغت . يا أبا القاسم ! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ذلك أريد ") . معناه : أريد أن تعترفوا أني بلغت .

                                                                                                                              وفي هذا الحديث : استحباب تجنيس الكلام . وهو من بديع الكلام وأنواع الفصاحة .

                                                                                                                              (فقال لهم الثالثة . فقال : اعلموا أنما الأرض لله ورسوله) . معناه : ملكها والحكم فيها .

                                                                                                                              وإنما قال لهم هذا ، لأنهم حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ; كما ذكره " ابن عمر " ، في رواية ذكرها مسلم بعد هذه ، في صحيحه .

                                                                                                                              [ ص: 68 ] (وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض . فمن وجد منكم بماله شيئا ، فليبعه . وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله) صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                                                              قال ابن عمر : إن يهود بني النضير ، حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ، ومن عليهم . حتى حاربت قريظة بعد ذلك ، فقتل رجالهم . وقسم نساءهم وأولادهم بين المسلمين ، إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأمنهم وأسلموا . وأجلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهود المدينة كلهم ; بني قينقاع " وهم قوم عبد الله بن سلام ". ويهود بني حارثة . وكل يهودي كان بالمدينة . رواه مسلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية