الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              369 (باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره)

                                                                                                                              ومثله ترجم النووي رحمه الله تعالى أيضا.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص141 جـ30 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط .

                                                                                                                              [ ص: 495 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 495 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا؟):

                                                                                                                              قال عياض: محو الخطايا كناية عن غفرانها. قال: ويحتمل "محوها" من كتاب الحفظة، ويكون دليلا على غفرانها.

                                                                                                                              قلت: ولا مانع من إرادة الجميع.

                                                                                                                              "ويرفع به الدرجات"، وهو إعلاء المنازل في الجنة.

                                                                                                                              (قالوا: بلى يا رسول الله، قال "إسباغ الوضوء" ) أي: إتمامه على المكاره" كشدة البرد، وألم الجسم، ونحو ذلك.

                                                                                                                              "وكثرة الخطا إلى المساجد": وهي تكون ببعد الدار، وكثرة التكرار "وانتظار الصلاة بعد الصلاة".

                                                                                                                              قال القاضي أبو الوليد الباجي: هذا في "المشتركتين" من الصلوات في الوقت، وأما غيرهما فلم يكن من عمل الناس.

                                                                                                                              قال النووي: وفيه نظر.

                                                                                                                              فذلكم الرباط، أي: "الرباط" المرغب فيه. وأصل "الرباط" الحبس على الشيء، كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة.

                                                                                                                              قيل: ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل "الجهاد" جهاد النفس.

                                                                                                                              [ ص: 496 ] ويحتمل أنه الرباط المتيسر الممكن. أي: أنه من أنواع "الرباط".

                                                                                                                              وفي رواية أخرى وقع لفظ "فذلكم الرباط"، ثنتين. وهو صحيح.

                                                                                                                              وفي الموطأ ثلاث مرات.

                                                                                                                              وحكمة التكرار: الاهتمام به، وتعظيم شأنه.

                                                                                                                              وقيل: كرره على عادته في تكرار الكلام؛ ليفهم عنه. والأول أظهر.




                                                                                                                              الخدمات العلمية