الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4314 باب صفة فم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وعينيه، وعقبه

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب صفة شعره، صلى الله عليه وآله وسلم، وصفائه وحليته).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 93 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين قال: قلت لسماك ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم، قال: قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شق العين؟ قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب].

                                                                                                                              [ ص: 81 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 81 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن سمرة) رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ضليع الفم). كذا قاله الأكثرون. وهو الأظهر. والعرب تمدح بذلك، وتذم صغر الفم. وهو معنى قول ثعلب: "واسع الفم". وقال شمر: "عظيم الأسنان".

                                                                                                                              (أشكل العينين، منهوس العقبين. قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: "عظيم الفم". قال: قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين).

                                                                                                                              قال عياض: هذا وهم من سماك، باتفاق العلماء، وغلط ظاهر. وصوابه: ما اتفق عليه العلماء، ونقله أبو عبيد، وجميع أصحاب الغريب: أن الشكلة: "حمرة، في بياض العينين". وهو محمود. والشهلة بالهاء: "حمرة، في سواد العين".

                                                                                                                              (قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب).

                                                                                                                              "المنهوس": بالسين المهملة. هكذا ضبطه الجمهور. وقال صاحب التحرير، وابن الأثير: روي بالمهملة، والمعجمة. وهما متقاربان. ومعناه كما قال.

                                                                                                                              وفي حديث أبي هريرة، رواه الذهلي: في "الزهريات"، في

                                                                                                                              [ ص: 82 ] صفته، صلى الله عليه وآله وسلم: "كان أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار". قال في الفتح: وكأن قوله: "أسيل الخدين": هو الحامل على من قال: أكان وجهه مثل السيف؟".

                                                                                                                              ووقع في حديث علي، عند أبي عبيد "في الغريب": "وكان في وجهه تدوير". قال أبو عبيد في شرحه: يريد أنه لم يكن في غالبه التدوير. بل كان فيه سهولة. وهي أحلى عند العرب.

                                                                                                                              وفي حديث يزيد الفارسي، عن ابن عباس: "جميل دوائر الوجه".

                                                                                                                              قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه، حتى كادت تملأ نحره".




                                                                                                                              الخدمات العلمية