الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4396 باب : أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه

                                                                                                                              وأورده النووي في : (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 153 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي عثمان، أخبرني عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر فعد رجالا ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي عثمان) النهدي (قال : أخبرني عمرو بن العاص ، [ ص: 275 ] رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بعثه على جيش "ذات السلاسل") . بفتح السين الأولى ، وكسر الثانية . وهو ماء لبني جذام : بناحية الشام . وقيل : هو بضم السين الأولى . وكذا ذكره "ابن الأثير" في (نهاية الغريب) . قال النووي : وأظنه استنبطه من كلام الجوهري "في الصحاح" ، ولا دلالة فيه . والمشهور ، والمعروف : فتحها .

                                                                                                                              وكانت هذه الغزوة في جمادى الآخرة ، سنة ثمان من الهجرة .

                                                                                                                              وكانت "مؤتة" قبلها ، في جمادى الأولى ، من سنة ثمان أيضا .

                                                                                                                              وقال الحافظ "أبو القاسم بن عساكر" : كانت بعد مؤتة ، فيما ذكره أهل المغازي (إلا ابن إسحاق) ، فقال : قبلها . والله أعلم .

                                                                                                                              (فأتيته ، فقلت) . وعند "ابن سعد" : أنه وقع في نفس "عمرو" ، لما أمره صلى الله عليه وآله وسلم (على الجيش ، في هذه الغزوة ، وفيهم أبو بكر وعمر) : أنه مقدم عنده في (المنزلة) عليهم . فقال: يا رسول الله ! (أي الناس أحب إليك ؟ . قال : " عائشة " . قلت : من الرجال . قال : "أبوها" . قلت : ثم من ؟ قال : "ثم عمر" فعد رجالا) . زاد في [ ص: 276 ] المغازي ، من وجه آخر : "فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم" .

                                                                                                                              وفي حديث "عبد الله بن شقيق" ، عند الترمذي (وصححه) من حديث عائشة : "قلت لعائشة : أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كان أحب إليه؟ قال : أبو بكر" . وفي آخره قالت : "أبو عبيدة بن الجراح" .

                                                                                                                              قال في الفتح : فيمكن أن يفسر بعض الرجال الذين أبهموا في حديث الباب : "بأبي عبيدة" . انتهى .

                                                                                                                              قال النووي : في هذا الحديث ، تصريح : بعظيم فضائل أبي بكر ، وعمر ، وعائشة .

                                                                                                                              وفيه : دلالة بينة (لأهل السنة) : في تفضيل أبي بكر ، ثم عمر : على جميع الصحابة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية