الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4595 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 82 ج 16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جبير بن مطعم، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: لا حلف في الإسلام) أي: حلف التوارث، والحلف على ما منع الشرع منه.

                                                                                                                              (وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة) قلت في مشروعية التواخي في الله، عز وجل، بصحبة الصلحاء وأخوتهم، كما قال في قوت الأحباء -على ما حكاه القسطلاني- عون كبير، وتأمل تأثير الصحبة في كل شيء، حتى الحطب بصحبة النجار يعتق من النار. فعليك بصحبة الأخيار، وأخوة الأبرار، بشروطها التي منها: دوام [ ص: 681 ] صفائهم ووفائهم. وعقد الأخوة لفظه: "واخيتك في الله عز وجل، وأسقطنا الحقوق والكلفة" ويقول الآخر مثله. ويدعوه بأحب أسمائه، ويثني عليه، ويذب عنه، ويدعو له أبدا في غيبته، ولا يسمع فيه، ولا في مسلم: سوءا، ولا يصادق عدوه.

                                                                                                                              وتفرق كل على ود صاحبه ورعايته: شرط؛ لحديث: "ورجلان تحابا في الله عز وجل، اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه".

                                                                                                                              هذه هي الأخوة، والمحالفة على الحق، والمواساة، والصداقة. وبسط ذلك في موضعه.

                                                                                                                              وما نقلته: يكفي؛ إذ هو جامع لأصوله.




                                                                                                                              الخدمات العلمية