الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4714 باب في ذي الوجهين

                                                                                                                              وعبارة النووي : (باب ذم ذي الوجهين ، وتحريم فعله) .

                                                                                                                              فيه : حديث "أبي هريرة" رضي الله عنه . وقد تقدم في "أواخر الفضائل" ، في باب : "تجدون الناس معادن" . وتقدم شرحه هناك أيضا . ولفظه : "وتجدون من شرار الناس : ذا الوجهين ، الذي يأتي [ ص: 161 ] هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه" انتهى .

                                                                                                                              والذي في مسلم في هذا المقام ؛ لفظه : (عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : "إن من شر الناس . . إلخ") .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص156 ج16 المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : هذا الحديث سبق شرحه . والمراد : من "يأتي" كل طائفة ، ويظهر أنه منهم ، ومخالف للآخرين مبغض ، فإن أتى كل طائفة بالإصلاح ونحوه : فمحمود . انتهى .

                                                                                                                              قلت : هذا الحديث رواه البخاري أيضا عنه رضي الله عنه ؛ بلفظ (قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "تجد من شر الناس - يوم القيامة ، عند الله - ذا الوجهين . . الحديث") .

                                                                                                                              [ ص: 162 ] وفي آخر : "من شرار" بالجمع ، من غير همز .

                                                                                                                              وحمل "الناس" على العموم أبلغ في الذم ، من حمله على من ذكر من الطائفتين ، المتضادتين خاصة .

                                                                                                                              وفي رواية : "من شر خلق الله"

                                                                                                                              وفي أخرى : "الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء ، وهؤلاء بحديث هؤلاء" .

                                                                                                                              وإنما كان شر الناس ؛ لأن حاله حال المنافق ؛ إذ هو يتملق بالباطل ، ويدخل الفساد بين الناس . نعم ، لو أتى كل قوم بكلام فيه صلاح ، واعتذر عن كل قوم للآخرين . ونقل ما أمكنه من الجميل ، وستر القبيح كان محمودا ، كما تقدم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية