الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              933 (باب ما يقال بعد التسليم من الصلاة )

                                                                                                                              وقال النووي : (باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 90 ج 5 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن وراد (مولى المغيرة بن شعبة ) ، قال: كتب المغيرة بن شعبة إلى معاوية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال:

                                                                                                                              "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم ! لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت. ولا ينفع ذا الجد منك الجد..]


                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (الجد ) المشهور الذي عليه الجمهور؛ أنه بفتح الجيم.

                                                                                                                              ومعناه: لا ينفع ذا الغنى والحظ منك غناه. وضبطه جماعة بكسر الجيم [ ص: 443 ] قال الطبري: هو بالفتح. قال: وقاله الشيباني بالكسر. قال: وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل. ولا يعلم من قاله غيره.

                                                                                                                              وضعف الطبري ومن بعده الكسر.

                                                                                                                              قالوا: ومعناه على ضعفه: الاجتهاد. أي: لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده، إنما ينفعه وينجيه رحمتك. وقيل: المراد: ذا الجد والسعي التام، في الحرص على الدنيا.

                                                                                                                              وقيل: معناه: الإسراع في الهرب. أي: لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك إسراعه، فإنه في قبضتك وسلطانك.

                                                                                                                              والصحيح المشهور عند المتقدمين والمتأخرين: الفتح. وهو الحظ؛ والغنى؛ والعظمة؛ والسلطان.

                                                                                                                              أي: لا ينجيه حظه منك، وإنما ينفعه العمل الصالح. كقوله تعالى:

                                                                                                                              ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ) .

                                                                                                                              وعلى كل حال، في هذا الكلام دليل ظاهر على فضيلة هذا اللفظ.

                                                                                                                              [ ص: 444 ] فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، كما في الرواية الأخرى، عن أبي سعيد الخدري عند مسلم : أن هذا أحق ما قاله العبد.

                                                                                                                              فينبغي أن نحافظ عليه، لأن كلنا عبد. ولا نهمله.

                                                                                                                              وإنما كان أحق ما قاله العبد، لما فيه من التفويض إلى الله تعالى، والإذعان له. والاعتراف بوحدانيته. والتصريح بأنه لا حول ولا قوة إلا به. وأن الخير والشر منه. والحث على الزهادة في الدنيا. والإقبال على الأعمال الصالحة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية