الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              110 (باب آية الإيمان حب الأنصار وبغضهم آية النفاق)

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص63 جـ2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عدي بن ثابت ، قال سمعت البراء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار : لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله . قال شعبة : قلت لعدي : سمعته من البراء ؟ قال: إياي حدث ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء ) ابن عازب وهو معروف، بالمد. هذا هو المشهور عند أهل العلم من المحدثين، وأهل اللغة، والأخبار، [ ص: 181 ] وأصحاب الفنون كلها. قال ابن الصلاح: وحفظت فيه عن بعض أهل اللغة القصر، والمد.

                                                                                                                              (يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال في الأنصار -لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله - ) أي:

                                                                                                                              أن من عرف مرتبة الأنصار، وما كان منهم في نصرة دين الإسلام، والسعي في إظهاره، وإيواء المسلمين، وقيامهم في مهمات دين الإسلام حق القيام، وحبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه إياهم، وبذلهم أنفسهم وأموالهم بين يديه، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس، إيثارا للإسلام. كان ذلك من أدلة صحة إيمانه. ومن أبغضهم كان بضد ذلك، ويحتج به على نفاقه وشقاقه.

                                                                                                                              والآيات والأحاديث في مزاياهم كثيرة طيبة.

                                                                                                                              وفي حديث أنس يرفعه: «آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار» .

                                                                                                                              وفي الآخر «حب الأنصار آية الإيمان، وبغضهم آية النفاق» .

                                                                                                                              وفي حديث أبي هريرة «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» .

                                                                                                                              رواه مسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية