الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        32 - توقير العلماء

                                                                                                                        6061 - أخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن يحيى بن يعمر ، وعن عطاء بن السائب ، عن ابن بريدة ، قال : حججنا واعتمرنا ، ثم قدمنا المدينة ، فأتينا ابن عمر [ ص: 451 ] فسألناه فقلنا : يا أبا عبد الرحمن إنا نغزو في هذه الأرض فنلقى قوما يقولون : لا قدر فأعرض بوجهه عنا ، ثم قال : إذا لقيت أولئك فاعلم أن عبد الله بن عمر منهم بريء ، وإنهم منه براء ، ثم قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل قد أقبل ، حسن الوجه ، حسن الشارة ، طيب الريح ، قال : فعجبنا لحسن وجهه وشارته وطيب ريحه ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام ، فقال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : فدنا ، ثم قام ، قال : فعجبنا لتوقيره النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أدنو يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله على رجله ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث من بعد الموت والحساب والقدر خيره وشره وحلوه ومره . قال : صدقت . قال : فتعجبنا لقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان ، وتحج البيت وتغتسل من الجنابة ، قال : صدقت . قال : فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا رسول الله ، ما الإحسان ؟ قال : تخشى الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ، قال : صدقت ، قال : فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم [ ص: 452 ] انكفأ راجعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "علي الرجل " فطلبناه فلم نجده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا جبريل جاء يعلمكم أمر دينكم ، وما أتاني قط إلا عرفته إلا في صورته هذه .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية