الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا .

[49] يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات أي: عقدتم عليهن.

ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن أي: تطؤوهن. قرأ حمزة ، [ ص: 374 ] والكسائي ، وخلف : (تماسوهن) بضم التاء وألف بعد الميم، والباقون: بفتح التاء من غير ألف .

فما لكم عليهن من عدة تعتدونها تحسبونها بالأقراء والأشهر.

فمتعوهن إذا لم يكن لهن صداق، وإن كان لهن صداق، فنصفه بلا متعة، وتقدم الحكم في ذلك، واختلاف الأئمة فيه، وفي حكم العدة بالخلوة في سورة البقرة.

وسرحوهن خلوا سبيلهن سراحا جميلا بلا إضرار بهن، وقوله: إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن فيه دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع; لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، فلو قال: متى تزوجت فلانة، أو كل امرأة أتزوجها، فهي طالق، لم يقع عليه طلاق إذا تزوج عند الشافعي وأحمد ، وقال أبو حنيفة : يقع طلاقا، وقال مالك : إن عين امرأة بعينها، أو من قبيلة، أو بلد، فتزوجها، وقع الطلاق، وإن عم فقال: كل امرأة أتزوجها من الناس كلهم، فهي طالق، لم يلزمه شيء، والله أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية