الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون .

[75] ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار هو المال الكثير.

يؤده إليك هو عبد الله بن سلام، استودعه رجل ألفا ومئتي أوقية ذهبا، فأداه إليه.

ومنهم من إن تأمنه بدينار هو القليل.

لا يؤده إليك هو كعب بن الأشرف، وقيل: فنحاص بن عازوراء، استودعه قرشي دينارا، فلم يرده إليه، وجحده. قرأ أبو عمرو، وحمزة، وأبو بكر : (يؤده) (لا يؤده) بإسكان الهاء، وكذلك (نؤته) و (نوله) و (نصله)، واختلف عن أبي جعفر، وهشام، وقرأ يعقوب، وقالون، وأبو جعفر بخلاف عنه: بالاختلاس كسرا، والباقون: بالإشباع كسرا، فمن سكن الهاء، قال: لأنها وضعت في موضع الجزم، وهو الياء الذاهب، ومن اختلس، اكتفى بالكسر عن الياء، ومن أشبع، فعلى الأصل; لأن الأصل في الهاء الإشباع. [ ص: 477 ]

إلا ما دمت عليه قائما ملحا في المطالبة.

ذلك أي: تركهم أداء الحق.

بأنهم أي: بسبب أنهم.

قالوا ليس علينا في الأميين أي: العرب.

سبيل أي: إثم; لأن اليهود كانوا يستحلون أموال العرب ومن خالف دينهم.

ويقولون على الله الكذب لادعائهم أن ذلك في كتابهم.

وهم يعلمون بكذبهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية