الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون .

[20] ويوم أي: واذكر يوم يعرض الذين كفروا على النار وهذا العرض هو بالمباشرة كما تقول: عرضت العود على النار، والجاني على السوط، فيقال لهم:

أذهبتم طيباتكم المعدة لكم في الجنة لو آمنتم. باشتغالكم بلذاتكم في حياتكم الدنيا قرأ نافع، وأبو عمرو، والكوفيون: (أذهبتم) بهمزة مفتوحة واحدة على الخبر، وقرأ الباقون، وهم: ابن عامر، وابن [ ص: 295 ] كثير، وأبو جعفر، ويعقوب: بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم، فابن ذكوان عن ابن عامر يحقق الهمزتين على الأصل، وهشام عنه بهمزة ومدة; لأنها همزة استفهام دخلت على همزة القطع، فجعلت همزة القطع بين الهمزة والألف، والثلاثة يحققون الهمزة الأولى، ويسهلون الثانية، وأبو جعفر على أصله في إدخال ألف بين الهمزة المحققة والملينة، وكلاهما فصيحان; لأن العرب تستفهم بالتوبيخ، وتترك الاستفهام فتقول: أذهبت ففعلت كذا، وذهبت ففعلت كذا.

واستمتعتم تمتعتم بها فما بقي لكم منها شيء.

فاليوم تجزون عذاب الهون الهوان بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون تخرجون عن طاعة الله.

قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لحما معلقا في يدي، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحما فاشتريته، فقال عمر: أوكلما اشتهيت يا جابر اشتريت؟ أما تخاف هذه الآية: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا . [ ص: 296 ]

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما شبع آل محمد خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية