الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور .

[23] لكيلا تأسوا على ما فاتكم معناه: فعل الله هذا كله، وأعلمكم به، ليكون سبب تسليمكم وقلة اكتراثكم بأمر الدنيا، فلا تحزنوا على فائت ولا تفرحوا الفرح المبطر بما آتاكم منها. قرأ أبو عمرو: (أتاكم) بقصر الهمزة; لقوله: (فاتكم)، فجعل الفعل له، وقرأ الباقون: بالمد، أي: أعطاكم الله.

والله لا يحب كل مختال متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على الناس، فيه دليل على أن الفرح المنهي عنه إنما هو ما أدى إلى الاختيال [ ص: 544 ] والفخر، وأما الفرح بنعم الله، المقترن بالشكر والتواضع، فأمر لا يستطيع أحد دفعه عن نفسه، ولا حرج فيه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية