الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين . [ ص: 111 ]

[58] وإذ قلنا لهم لما رجعوا من التيه:

ادخلوا هذه القرية سميت القرية قرية; لأنها تجمع أهلها، ومنه: المقراة للحوض; لأنها تجمع الماء، والقرية: بيت المقدس، وقيل غيره.

فكلوا منها حيث شئتم رغدا موسعا عليكم. قرأ أبو عمرو (حيث شئتم) بإدغام الثاء في الشين، وقرأ أيضا هو وأبو جعفر وورش : (شيتم) بياء ساكنة بغير همز.

وادخلوا الباب يعني: بابا من أبواب القرية، وكان لها سبعة أبواب، وقيل: باب المسجد.

سجدا أي: ركعا خضعا منحنين.

وقولوا حطة أي: حط عنا خطايانا، أمروا بالاستغفار.

نغفر لكم خطاياكم من الغفر، وهو الستر، فالمغفرة تستر الذنوب. قرأ نافع، وأبو جعفر : (يغفر) بالياء آخر الحروف مضمومة، وابن عامر : (تغفر) بتاء مضمومة، واتفقوا على فتح الفاء، والباقون: بنون مفتوحة وكسر الفاء، وروي عن أبي عمرو إدغام الراء في اللام من (نغفر لكم)، وروي عنه إظهارها، والوجهان عنه صحيحان، وقرأ الكسائي : [ ص: 112 ]

(خطاياكم، وخطايانا) بإمالة فتحة الياء حيث وقع.

وسنزيد المحسنين ثوابا من فضلنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية