الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الإشراك في الأفعال

فهذه الأنواع الأربعة للشرك ورد الكتاب العزيز ، والسنة المطهرة بردها ، وسيأتي ذكرها في أبواب مستقلة .

قال المقريزي في «تجريد التوحيد المفيد » : الشرك به تعالى في الأفعال ؛ كالسجود لغيره سبحانه ، والطواف بغير بيته المحرم ، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره ، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمينه تعالى في الأرض ، أو تقبيل القبور ، واستلامها ، والسجود لها .

وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي فيها .

فكيف من اتخذ القبور أوثانا تعبد من دون الله ؟ !

فهذا لم يعلم معنى قول الله تعالى : إياك نعبد [الفاتحة : 5].

وفي «الصحيح » عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .

وفيه أيضا عنه : «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد » .

وفيه أيضا عنه : «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ، فلا تتخذوا القبور مساجد ؛ فإني أنهاكم عن ذلك» .

وفي «مسند الإمام أحمد » و «صحيح ابن حبان » عنه صلى الله عليه وسلم: «لعن الله زوارات القبور ، والمتخذين عليها المساجد ، والسرج » .

وقال : «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .

وقال : «إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح ، بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله » . [ ص: 300 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية