الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
من عبد غير الله فإنما عبد شيطانا

والمقصود : أن كل من عبد مع الله غيره ، فإنما عبد شيطانا .

قال تعالى : ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان [يس : 60] ، فما عبد أحد أحدا من بني آدم كائنا من كان ، إلا وقعت عبادته للشيطان .

فيستمتع العابد في تعظيمه له ، وإشراكه مع الله تعالى ، وذلك غاية رضا الشيطان .

ولهذا قال تعالى : ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس [الأنعام : 128] أي : من إغوائهم ، وإضلالهم .

وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم [الأنعام : 128] .

فهذه إشارة لطيفة إلى السر الذي لأجله كان الشرك أكبر الكبائر عند الله ، وأنه لا يغفر بغير التوبة ، وأنه موجب للخلود في العذاب العظيم ، وأنه ليس تحريمه وقبحه بمجرد النهي عنه فقط . [ ص: 311 ]

بل يستحيل على الله -سبحانه وتعالى - أن يشرع لعباده عبادة غيره ، كما يستحيل عليه ما يناقض أوصاف كماله ، ونعوت جلاله وجماله .

التالي السابق


الخدمات العلمية