الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        الخلاف في الإغماء والجنون

                                                                                                                                                                                        ويختلف في المغمى عليه والمجنون، فقال مالك: عليه الوضوء. وقال ابن القاسم: لو خنق قائما أو قاعدا كان عليه الوضوء . وهذا موافق لما ذكر عنه أولا أن النوم حدث.

                                                                                                                                                                                        وقال القاضي أبو محمد عبد الوهاب في الجنون والإغماء: إنها أسباب للحدث .

                                                                                                                                                                                        فعلى هذا لا يجب على من خنق قائما وضوء، وكذلك إذا خنق قاعدا بحضرة قوم ولم يظهر لهم منه شيء.

                                                                                                                                                                                        وفي سماع ابن وهب: قال مالك في الرجل يصاب حتى يذهب عقله، هو بمنزلة النائم لا يدري ما هو فيه، فعليه الوضوء.

                                                                                                                                                                                        وفي كتاب مسلم: قال أنس: " كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينامون ثم يصلون ولا يتوضئون" .

                                                                                                                                                                                        وفي هذا بيان أنهم لم يكونوا يرون أن النوم حدث في نفسه.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية