الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب فيمن له نصاب ماشية فحال عليها الحول ، ثم مات قبل مجيء الساعي

                                                                                                                                                                                        ومن المدونة ، قال ابن القاسم فيمن حال الحول على ماشيته ، ثم مات قبل مجيء الساعي ، فأوصى أن يخرج زكاتها : إن وصيته تنفذ من الثلث في الوجه الذي تصرف فيه الزكاة الذي سمى الله -عز وجل- في كتابه . ولا شيء للساعي عليها . فجعلها في الثلث ؛ لأنه مات قبل وجوبها . ووجوبها معلق بمجيء الساعي . ولو لم يوص بها لم يكن على ورثته شيء . وجعلها في أصناف الزكاة ؛ لأن ذلك قصد الميت . ولم يكن للساعي عليها سبيل ؛ لأنها ليست بزكاة .

                                                                                                                                                                                        ولو علم أن الوصية كانت من الميت ؛ لأنه ظن أن الزكاة وجبت عليه ، مثل أن يقول : وجبت علي زكاة ماشيتي ؛ لأن الحول حال علي ، أو ما أشبه ذلك مما يعلم أنه لم يقصد التطوع ، لم يجب على الورثة أن ينفذوا وصيته على أصل المذهب ؛ أن وجوبها معلق بمجيء الساعي . وهذا الجواب فيمن لهم سعاة . وأما من لا سعاة لهم ، فإنه يجري الجواب فيها على زكاة الزرع والثمار ، فيخرج الزكاة منها إذا مات بعد أن حال الحول ؛ أوصى بإخراج الزكاة ، أو لم يوص . [ ص: 1038 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية