الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإن قلت : فقد رددت حد المتكلم إلى حراسة عقيدة العوام عن تشويش المبتدعة كما أن حد البذرقة حراسة أقمشة الحجيج عن نهب العرب ورددت حد الفقيه إلى حفظ القانون الذي به يكف السلطان شر بعض أهل العدوان عن بعض وهاتان رتبتان نازلتان بالإضافة إلى علم الدين ، وعلماء الأمة المشهورون بالفضل هم الفقهاء والمتكلمون وهم أفضل الخلق عند الله تعالى فكيف تنزل درجاتهم إلى هذه المنزلة السافلة بالإضافة إلى علم الدين فاعلم أن من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال فاعرف الحق تعرف أهله إن كنت سالكا طريق الحق وإن قنعت بالتقليد والنظر إلى ما اشتهر من درجات الفضل بين الناس فلا تغفل عن الصحابة وعلو منصبهم فقد أجمع الذين عرضت بذكرهم على تقدمهم وأنهم لا يدرك في الدين شأوهم ولا يشق غبارهم ولم يكن تقدمهم بالكلام والفقه بل بعلم الآخرة وسلوك طريقها وما فضل أبو بكر رضي الله عنه الناس بكثرة صيام ولا صلاة ولا بكثرة رواية ولا فتوى ولا كلام ولكن بشيء وقر في صدره كما شهد له سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فليكن حرصك في طلب ذلك السر فهو الجوهر النفيس والدر المكنون ودع عنك ما تطابق أكثر الناس عليه وعلى تفخيمه وتعظيمه لأسباب ودواع يطول تفصيلها فلقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آلاف من الصحابة رضي الله عنهم كلهم علماء بالله أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن فيهم أحد يحسن صنعة الكلام ولا نصب نفسه للفتيا منهم أحد إلا بضعة عشر رجلا ولقد كان ابن عمر رضي الله عنهما منهم وكان إذا سئل عن الفتيا يقول للسائل اذهب إلى فلان الأمير الذي تقلد أمور الناس وضعها في عنقه إشارة إلى أن الفتيا في القضايا والأحكام من توابع الولاية والسلطنة ولما مات عمر رضي الله عنه قال ابن مسعود مات تسعة أعشار العلم فقيل له أتقول ذلك وفينا جلة الصحابة فقال لم أرد علم الفتيا والأحكام إنما أريد العلم بالله تعالى أفترى أنه أراد صنعة الكلام والجدل فما بالك لا تحرص على معرفة ذلك العلم الذي مات بموت عمر تسعة أعشاره وهو الذي سد باب الكلام والجدل وضرب ضبيعا بالدرة لما أورد عليه سؤالا في تعارض آيتين في كتاب الله وهجره وأمر الناس بهجره

التالي السابق


(فإن قلت: فقد رددت حد المتكلم إلى حراسة العوام عن تشويش المبتدع) وإيراده الشبه عليها (كما أن حد البذرقة حراسة أقمشة) جمع قماش بالضم وهو المتاع (الحجيج عن نهب العرب) وأخذهم إياها بالتعدي (ورددت حد الفقه إلى حفظ القانون) السياسي (الذي به يكف السلطان) أي يمنع (شر بعض أهل العدوان) أي: التعدي ( عن بعض وهاتان رتبتان نازلتان) [ ص: 187 ] سافلتان (بالإضافة إلى علم الدين، وعلماء الأمة المشهورون بالفضل) والتقدم (هم الفقهاء والمتكلمون) وهم زعماؤه (وهم أفضل الخلق عند الله) لإقامتهم الدين وتصحيحهم عقائد المسلمين (فكيف تنزل درجاتهم إلى هذه المنزلة السافلة) أي: المنحطة (بالإضافة إلى علم الدين فاعلم أن) الحق لا يعرف بالرجال و (من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال) والمتاهة ما يحملك على التيه وهو التحير (فاعرف الحق) حيث كان (تعرف أهله إن كنت سالكا طريق الحق) وفي المنقذ من الضلال للمصنف: عادة ضعفاء العقول معرفة الحق بالرجال والعاقل يقتدي بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث قال: لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله، وهو ما روي أنه قال ذلك لمن قال له: أتظن أن طلحة والزبير كانا على الباطل فقال: يا هذا إنه ملبوس عليك أن الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله أي أن العاقل يسمع القول ثم ينظر في نفس القول فإن كان حقا قبله سواء كان قائله محقا أومبطلا (وإن قنعت بالتقليد) المحض وأخلدت إليه (و) إلى (النظر إلى ما اشتهر من درجات الفضل بين الناس فلا تغفل عن) أحوال (الصحابة) رضي الله عنهم (و) انظر إلى (علو منصبهم) الذي أقامهم الله فيه (فقد أجمع الذين عرضت بذكرهم) من الفقهاء والمتكلمين (على تقدمهم ورفعة قدرهم وأنه لا يدرك في الدين شأوهم ولا يشق غبارهم) لما روى البخاري في صحيحه من رواية شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد رفعه: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. تابعه جرير ومعاوية ومحاضر عن الأعمش (ولم يكن تقدمهم بالكلام والفقه) أي بهذين العلمين (بل بعلم الآخرة) الذي مداره على تطهير القلب وإخلاص النية (وسلوك طريقها) بالصبر وقمع النفس (وما فضل أبو بكر) عبد الله بن عثمان التيمي الصديق ( -رضي الله عنه- الناس بفضل صلاة لا بكثرة صيام لا بكثرة رواية) للحديث (وفتوى وكلام ولكن بسر) وفي بعض النسخ بشيء (وقر في صدره كما شهد له سيد البشر صلوات الله عليه) وسلامه .

قال العراقي: لا أصل لهذا مرفوعا، وإنما يعرف في قول بكر بن عبد الله المزني كذلك رواه الحكيم الترمذي في نوادره. اهـ .

قلت: ولفظ الحكيم ما فضل أبو بكر بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام ولكن بسر وقر في صدره، وبكر بن عبد الله المزني ثقة سمع من ابن عباس وابن عمر، وعنه سليمان التيمي ومبارك وخلف، توفي سنة 180 وعزاه ابن القيم إلى أبي بكر بن عياش من قوله، ولفظه: ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه، قال: وهذا موضع المثل المشهور :

من لي بمثل سيرك المذلل تمشي رويدا وتجي في الأول

أورد ذلك في بحث أفضلية العلم فقال: العلم يعرف بمقادير الأعمال ومراتبها وفاضلها من مفضولها وراجحها من مرجوحها، فصاحبه لا يختار لنفسه إلا أفضل الأعمال والعامل بلا علم يظن أن الفضيلة في كثرة المشقة فهو يتحمل المشاق، وإن كان ما يعانيه مفضولا ورب عمل فاضل والمفضول أكثر مشقة منه واعتبر هذا بحال الصديق -رضي الله عنه- فإنه أفضل الأمة معلوم أن فيهم من هو أكثر عملا وحجا وصوما وقراءة. اهـ .

(فليكن حرصك) واجتهادك (في طلب ذلك السر) المصون (فهو الجوهر النفيس والدر المكنون) وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (ودع عنك ما تطابق) أي: توافق (أكثر الناس على تفخيمه) وتبجيله (وتعظيمه لأسباب) ظاهرة (ودواع) متوافرة (بطول تفصيلها) في هذا الموضع (فلقد قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن آلاف) جمع ألف (من الصحابة) وعبارة القوت: عن ألوف من الصحابة وعد في الإصابة من حضر معه -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع من أهل مكة والمدينة والطائف وما بينها من الأعراب، فكانوا أربعين ألفا، وفي طبقات عبد القادر القرشي قال أبو زرعة: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه قلت: حكى ذلك ابن الصلاح وغيره قال السيوطي، .

قال الحافظ العراقي: وهذا القول عن أبي زرعة لم أقف له على إسناد ولا هو في كتب [ ص: 188 ] التواريخ المشهورة، وإنما ذكره أبو موسى المديني في الذيل بغير إسناد وقد وقفت أنا على إسناده في بعض كتب الخطيب البغدادي وأوردته في شرح التقريب. اهـ .

وفي الإكليل للحاكم عن أبي زرعة كانوا بتبوك سبعين ألفا ونقل ابن أثير عن أبي زرعة، وسئل عن عدة من روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ومن يضبط هذا شهد معه حجة الوداع تسعون ألفا وشهد معه تبوك أربعون ألفا قال ابن السمعاني، وكان بالشام عشرة آلاف عين رأت النبي -صلى الله عليه وسلم .

وقال ابن حزم: قد غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هوزان بحنين في اثني عشر ألف مقاتل كلهم يقع عليه اسم الصحبة ثم غزا تبوك في أكثر من ذلك (كلهم علماء بالله) -عز وجل- (أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم) كما ورد ذلك في عدة أخبار (ولم يكن فيهم أحد يحسن صنعة الكلام) كما هو عليه الآن (ولم ينصب نفسه للفتوى فيهم أحد) زاد في القوت ولا حملت عنه القضايا والأحكام في شيء (إلا بضعة عشر رجلا) كابن عباس وابن مسعود وأبي الدرداء وعلي وحذيفة ومعاذ وأبي هريرة وأنس وزيد بن ثابت وعمر بن الخطاب، وعائشة -رضي الله عنهم، وأما الذين كانوا يفتون في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد نظمهم السيوطي -رحمه الله تعالى- بمنه وكرمه في قوله:

وقد كان في عصر النبي جماعة يقومون بالإفتاء قومة قانت
فأربعة أهل الخلافة معهم معاذ أبي ابن عوف ابن ثابت

ونظمهم الشيخ نجم الدين قاضي عجلون صاحب تصحيح المنهاج فقال:

لقد كان يفتي في حياة نبينا مع الخلفاء الراشدين أئمة
معاذ وعمار وزيد بن ثابت أبي ابن مسعود ابن عوف حذيفة
ومعهم أبو موسى وسلمان والتقي كذاك أبو الدرداء وهو تتمة
وأفتى بميراث أبو بكر الرضي وصدقه فيها وتلك مزية

(وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- منهم) أي: من الذين يفتون في عصر الصحابة وقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن عبد الله رجل صالح، وقال جابر: ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال لها إلا عبد الله بن عمر قال ابن المسيب مات وما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله مات سنة أربع وسبعين (فإذا سئل) .

ونص القوت: وكان ابن عمر إذا سئل (عن الفتيا يقول) وفي القوت: قال (اذهب إلى هذا الأمير الذي تقلد أمور الناس وضعها) ، وفي القوت: فضعها (في عنقه) وروي ذلك عن أنس بن مالك ثم عن جماعة من الصحابة والتابعين بإحسان وكان من الفقهاء من يقول لا أدري أكثر من أن يقول أدرى، منهم سفيان الثوري ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفضيل بن عياض وبشر بن الحارث، رضي الله عنهم وكانوا في مجالسهم يجيبون عن بعض ويسكتون عن بعض، ولم يكونوا يجيبون عن كل ما يسألون عنه، وسيأتي ذلك في الباب السادس بأبسط من ذلك (إشارة إلى أن الفتيا في القضاء والأحكام) الشرعية (من توابع الولاية والسلطنة) لما مر لا يفتي إلا أمير أو مأمور أو متكلف، وتقدم الكلام عند بيان هذا الحديث (ولما مات) أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) في يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين (قال) عبد الله (ابن مسعود) -رضي الله عنه- (مات تسعة أعشار العلم) .

أخرجه أبو خيثمة في كتاب العلم عن جرير عن الأعمش عن إبراهيم بن عبد الله قال: إنني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم (فقيل له أتقول ذلك) .

وفي القوت: تقول هذا (وفينا جلة الصحابة) أي عظماؤهم ونص القوت: وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوافرون (فقال لست أريد علم الفتيا والكلام إنما أريد العلم بالله) ونص القوت: فقال: إني لست أعني العلم الذين تذهبون إليه إنما أعني العلم بالله -عز وجل- (افترى) أن تظن (أنه) أي: ابن مسعود (أراد) بذلك العلم (صنعة الكلام والجدل) [ ص: 189 ] الذي هو معروف الآن (فما لك لا تحرص) أيها الإنسان (على معرفة ذلك العلم الذي مات بموت عمر -رضي الله عنه- تسعة أعشاره) وهو العلم بالله -عز وجل- (وهو) أي: سيدنا عمر الذي (سد باب الكلام والجدل) وحسم مادتهما (وضرب صبيغا بالدرة) بكسر الدال: السوط، جمعها: درر كسدرة وسدر، وصبيغ بالصاد المهملة المفتوحة وكسر الموحدة وسكون التحتية آخره غين معجمة هو ابن عسل بكسر العين وسكون السين المهملتين هكذا ضبطه الحافظ ابن حجر في التبصير ووقع في نسخة القاموس عسيل، فقيل هو كأمير وقيل كزبير، كلاهما غلط وهو رجل من بني تميم ثم من يربوع حدث عنه ابن أخيه عسل بن عبد الله بن عسل، وقال ابن حصين: هو صبيغ بن شريك، قال الحافظ ابن حجر، والقولان صحيحان هو شريك بن صبيغ بن المنذر بن قطن بن قشع بن عسل بن عمر بن يربوع التميمي فمن قال صبيغ بن عسل فقد نسبه إلى جده الأعلى وله أخ اسمه ربيعة شهد الجمل، قال: وهو الذي كان يعنت الناس بالغوامض والسؤالات في متشابه القرآن (لما أورد عليه سؤالا في تعارض آيتين من كتاب الله تعالى) فنفاه عمر إلى البصرة (وهجره) بعد ضربه إياه (وأمر الناس بهجره) بأن كتب إلى والي البصرة أن لا يؤويه تأديبا له .

فرأيت بخط الحافظ الذهبي في كتاب له سماه: نعم السمر في سيرة عمر، ما نصه: حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعد بن عبد الرحمن، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، قال: أتى رجل عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن فقال: اللهم أمكني منه فبينا عمر جالس إذ جاءه وعليه عمامة وثياب فقال: يا أمير المؤمنين والذاريات ذروا فالحاملات وقرا ، قال عمر: أنت هو فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده، لو وجدتك محلوقا لضربت به رأسك ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب وأخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيبا فليقل إن صبيغا ابتغى العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه قال: يزيد بن هارون: أخبرنا سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي عن صبيغ أنه سأل عمر عن المرسلات والذاريات والنازعات، فقال له عمر ألق ما على رأسك فإذا ليس له ضفران قال لو وجدته محلوقا لضربت الذي فيه عيناك، ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، قال أبو عثمان كان لو أتانا ونحن مائة تفرقنا عنه .

وقال أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس، قال جاء رجل إلى عمر فسأله وقال: جئت أبتغي العلم قال: بل جئت تبتغي الضلالة ثم كشف عن رأسه فوجده ذا شعر فقال: لو كنت محلوقا لضربت عنقك .

وقال الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري أن عمر جلد صبيغا التميمي عن مسألته حتى اضطربت الدماء في جلده وقال حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن المتشابه فبعث إليه عمر وأعد له عراجين النخل فلما حضر قال له: من أنت؟ قال: عبد الله صبيغ، قال: وأنا عبد الله عمر، ثم قام فضرب رأسه بعرجون فشجه ثم تابع ضربه حتى سال الدم على وجهه فقال: حسبك يا أمير المؤمنين قد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي، وقال حماد بن زيد عن قطر المغربي عن رجل عن أبيه قال: لقد رأيت صبيغا وإنه لمثل البعير الأجرب لا يجلس إلى قوم إلا تفرقوا وتركوه وحده، وقال هشام عن ابن سيرين قال: كتب عمر إلى أبي موسى أن لا يجالس صبيغ وأن يحرم عطاءه ورزقه، ويروى عن إبراهيم التميمي أنه كان لبث كذلك حولا ثم أصابه الجهد فقام إلى أسطوانة أمير المؤمنين واستغاث وروجع عمر فكتب أن لا تخالطوه وأن تكونوا منه على حذر، ويروى عن سعيد بن المسيب أنه حلف لأبي موسى الأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فأجابه أظنه محل صدق فخلى بينه وبين الناس .




الخدمات العلمية