الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ويستحب له أن يأتي مسجد قباء في كل سبت ويصلي فيه لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من بيته حتى يأتي مسجد قباء ، ويصلي فيه كان له عدل عمرة ويأتي بئر أريس يقال إن : النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها وهي عند المسجد فيتوضأ منها ويشرب من مائها ويأتي مسجد الفتح وهو على الخندق .

وكذا يأتي سائر المساجد والمشاهد ويقال : إن جميع المشاهد والمساجد بالمدينة ثلاثون موضعا يعرفها أهل البلد فيقصد ما قدر عليه وكذلك يقصد الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ، ويغتسل ويشرب منها ، وهي سبع آبار طلبا للشفاء وتبركا به صلى الله عليه وسلم وإن أمكنه الإقامة بالمدينة مع مراعاة الحرمة فلها فضل عظيم قال صلى الله عليه وسلم : لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لن يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا ، أو شهيدا يوم القيامة

التالي السابق


(ويستحب أن يأتي مسجد قباء ) بضم القاف يقصر ويمد ويصرف ولا يصرف موضع على نحو ميلين من المدينة من جهة الجنوب، (في كل سبت ويصلي فيه لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من بيته حتى يأتي مسجد قباء، ويصلي فيه كان عدل عمرة ) ، قال العراقي: رواه النسائي وابن ماجه من حديث سهل بن حنيف بإسناد صحيح اهـ .

قلت: وأخرج ابن الجوزي في مثير العزم، عن سهل بن حنيف مرفوعا بلفظ: من توضأ فأسبغ الوضوء، وجاء مسجد قباء فصلى فيه ركعتين، كان له أجر عمرة، وأخرجه الطبراني في الكبير بلفظ: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى في مسجد قباء ركعتين كانت له عمرة، وأخرجه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والطبراني أيضا بلفظ: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم دخل مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة.

وأخرج الخطيب عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدا إلى مسجد قباء لا ينزعه إلا الصلاة فيه، فصلى فيه ركعتين كانتا عدل عمرة، وأخرج أبو نعيم في المعرفة بلفظ: ثم خرج إلى مسجد قباء لا يخرجه إلا الصلاة فيه انقلب بأجر عمرة، رواه عن سليمان بن محمد الكرماني عن أبيه، وقال: صوابه عن محمد بن سليمان الكرماني، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه .

وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أسيد بن ظهير، والطبراني في الكبير عن سهل بن حنيف مرفوعا بلفظ: من أتى مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة، وهو عند أحمد والترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث أسيد بن ظهير بلفظ: الصلاة في مسجد قباء كعمرة، قال الترمذي: لا يعلم لأسيد بن ظهير شيء يصح غير هذا الحديث، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت كان يأتيه راكبا، أو ماشيا، وأخرجه أبو داود بزيادة: ويصلي ركعتين، وعن نافع قال: لم يكن ابن عمر يأتي ماشيا من المساجد التي بالمدينة غير مسجد قباء، أخرجه أبو محمد بن عساكر في فضائل المدينة، وأخرج ابن الجوزي في مثير العزم عن أبي غزية، قال: كان عمر بن الخطاب يأتي قباء يوم الاثنين والخميس، فجاء يوما فلم يجد أحدا من أهله، فقال: والذي نفسي بيده لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في أصحابه ينقلون حجارته على بطونهم يدسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وجبريل يؤم به البيت، ومحلوف عمر بالله لو كان مسجدنا هذا بطرف من الأطراف لضربنا إليه أكباد الإبل.

وأخرج أيضا عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال: والله لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين، ولو يعلمون ما فيه لضربوا إليه أكباد الإبل، وأخرج ابن حبان في صحيحه عن عاصم قال: أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له، قال له أبو أيوب: يا ابن أخي أدلك على ما هو أيسر من ذلك: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ كما أمر وصلى كما [ ص: 426 ] أمر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر والمراد بالمساجد الأربعة: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الأقصى، ومسجد قباء.

وفيما ذكر دليل على فضل هذا المسجد، واستحباب زيارته في يوم السبت، وقد كره ابن مسلمة من أصحاب مالك ذلك مخافة أن يتخذ سنة في ذلك اليوم، ولعله لم يبلغه الحديث، وفيه دليل على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض القربات، أو بزيارة الإخوان أو افتقاد بعض أمورهم، ويجعله يوم راحة من أشغال العامة وإحجام نفسه سبتا كان أو غيره ما لم يتمالأ الناس كلهم على يوم واحد، ويظنه الجهال سنة، وهذا الذي كرهه ابن مسلمة، (ويأتي بئر أريس ) كأمير بالقرب من مسجد قباء، وهي التي وقع فيها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد عثمان - رضي الله عنه - وأريس بالياء التحتية لغة فيه، قال شيخنا في شرح القاموس: وسئل الشيخ ابن مالك عن صرفه فأفتى بالجواز، (ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها من ريقه) ، قال العراقي: لم أقف له على أصل، وإنما ورد أنه تفل في بئر البصة، وهو غرس كما سيأتي قريبا، (وهي) أي تلك البئر (عند المسجد) أي مسجد قباء، أي بالقرب منه في بستان، (ويتوضأ منها) اتباعا للسنة، (ويشرب من مائها) تبركا، (ويأتي مسجد الفتح وهو في الخندق ) .

أخرج ابن الجوزي في مثير العزم، عن معروف بن كثير، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الخندق الأحزاب في موضع الأسطوانة الوسطى من مسجد الفتح، الذي على الجبل، وأخرج هو والقاسم ابن عساكر، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمسجد الفتح الذي على الجبل، وقد حضرت صلاة العصر فرقى فصلى فيه العصر، وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف السرور في وجهه.

أخرجه ابن الجوزي في مثير العزم، (وكذلك يأتي سائر المساجد والمشاهد) المباركة المعروفة (ويقال: إن جميع المساجد والمشاهد بالمدينة) المنورة (ثلاثون مسجدا) ، وفي نسخة: موضعا (يعرفها أهل البلد) ، وهي المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم منها مسجد القبلتين، ومسجد ابن عبد الأشهل، ومسجد بني عصيفة، ومسجد بني معاوية، ومسجد بني ظفر، وفي هذا المسجد حجر جلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقل امرأة يصعب حملها تجلس على ذلك الحجر إلا حملت، ومسجد بني الحارث بن الخزرج، ومسجد الشيخ، ومسجد بني خطمة، ومسجد بني وائل، ومسجد العجوز في بني خطمة، وهي امرأة من بني سليم، ومسجد بني أمية بن زيد، ومسجد بني بياضة ومسجد بني واقف.

وفي بيت أنس ذكرهن ابن الجوزي في مثير العزم، وقال: وصلى صلى الله عليه وسلم في مواضع يطول ذكرها، (فيقعد ما قدر عليه) ، ويتبع آثاره صلى الله عليه وسلم لمن عرفها، (وكذلك يقصد الآبار) جمع بئر (التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها، ويغتسل ويشرب منها، وهي سبعة آبار طلبا للشفاء وتبركا به صلى الله عليه وسلم) ، وتلك الآبار السبعة هي: بئر أريس، وبئر حاء، وبئر رومة، وبئر عرس، وبئر بضاعة، وبئر البصة، واختلف في السابعة فقيل: هي بئر السقيا، أو العهن، أو بئر جمل، فحديث بئر أريس رواه مسلم، عن أبي موسى الأشعري في حديث فيه: متى دخل بئر أريس؟ قال: فجلست عند بابها وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته، وتوضأ.. الحديث، وحديث بئر حاء متفق عليه من حديث أنس قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا، وكان أحب أمواله إليه بئر حاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. . الحديث، وقد تقدم ذكره في كتاب الزكاة مفصلا مشروحا .

وحديث بئر رومة رواه الترمذي والنسائي من حديث عثمان أنه قال: أنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة ؟ فقال: من يشتري بئر رومة يجعل دلوه مع دلاء المسلمين. .. الحديث، قال الترمذي: حسن صحيح، وفي رواية لهما: هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل ؟ الحديث، قال: حسن صحيح .

[ ص: 427 ] وروى البغوي، والطبراني من حديث بشير الأسلمي كان لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين، يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القربة بمد. الحديث، قال نصر: بئر رومة بوادي العقيق، وماؤها أعذب، وبئر غرس بالفتح جزم به ابن الأثير، وغيره، وصوبه السيد السمهودي في تواريخه، وحكي عن خط المراغي بالضم، وكذلك ضبطه الحافظ الذهبي الجاري على الألسنة، وقد تعقبه الحافظ ابن حجر وصوب الفتح .

ومما يروى في فضل هذه البئر ما رواه ابن عباس مرفوعا: غرس من عيون الجنة، ويروى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس على شفير بئر غرس: رأيت الليلة أني جالس على عين من عيون الجنة، يعني: هذه البئر، وعن عمير بن الحاكم مرسلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم البئر بئر غرس، هي من عيون الجنة.

وروى ابن حبان في الثقات من حديث أنس أنه قال: ائتوني بماء من بئر غرس فإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها ويتوضأ، ولابن ماجه بإسناد جيد من حديث علي مرفوعا إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من ماء غرس.

وفي تاريخ المدينة لابن النجار بسند ضعيف مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ منها، وبزق فيها وغسل منها حين توفي.

وأما بئر بضاعة فبالضم وتكسر حكاهما الجمهور والصاغاني، وقال غيرهما: المحفوظ بالضم نسبة إلى امرأة اسمها كذلك، والكسر نقله ابن فارس أيضا، وحكى ابن الأثير عن بعضهم بالصاد المهملة أيضا، وهي التي كان يطرح فيها خرق الحيض ولحوم الكلاب والنتن، وحديثها رواه أصحاب السنن من حديث أبي سعيد الخدري أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتوضأ من بئر بضاعة؟... الحديث، قال يحيى بن معين: إسناده جيد، وقال الترمذي: حسن، وللطبراني من حديث أسيد: بصق النبي صلى الله عليه وسلم في بئر بضاعة، ورواه ابن النجار في تاريخه من حديث سهل بن سعد، وقد تقدم ذكر هذه البئر في أوائل كتاب أسرار الطهارة، ونقل الإمام أبو جعفر الطحاوي في شرح مشكل الآثار، عن أبي جعفر بن أبي عمران، عن أبي عبد الله محمد بن شجاع الثلجي، عن الواقدي أن بئر بضاعة كانت طريقا للماء في البساتين، وقد رد عليه البيهقي في السنن بأن الواقدي لا يحتج به فيما يسنده، فكيف فيما يرسله ؟ وإن الثلجي متكلم فيه، وأجاب عنه العيني بأن هذا تحامل من البيهقي على الطحاوي مع ما نقل عن أبي مصعب الزبيري في الواقدي أنه ثقة مأمون، والحال أنه مخبر عن مشاهدة; لأنه من أهل المدينة وهو أخبر بحالها وحال أماكنها من غيره، ولولا هو والثلجي ثقتان عند الطحاوي ما روى عنهما في معرض الاستدلال، وتضعيف غيره إياهما لا يلزمه على ما عرف في موضعه، والله أعلم .

وحديث بئر البصة رواه ابن عدي من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه يوما، فقال: هل عندكم من سدر أغسل به رأسي ؟ فإن اليوم الجمعة، قال: نعم، فأخرج له سدر، أو خرج معه إلى البصة فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، وصب غسالة رأسه ومراقة شعره.

وفيه محمد بن الحسن بن زبالة ضعيف، وحديث بئر السقيا رواه أبو داود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له من بيوت السقيا زاد البزار في مسنده، أو من بئر السقيا ولأحمد من حديث علي، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بوضوء فلما توضأ قام... الحديث، وقد ذكرت في شرحي على القاموس أن السقيا موضع بين المدينة ووادي الصفراء، وقيل: على يومين من المدينة، وقيل: ما في رأس رملة من أبط الدهناء، وفي كتاب المقصور والممدود لأبي علي القالي: موضع في بلاد عذرة، يقال: سقيا الجزل قريب من وادي القرى.

وأما بئر العهن فذكر ابن النجار في تاريخ المدينة أنها بالعالية يزرع عليها، وعندها سدرة، وأقره المطري وقال: إنها مليحة جدا منقورة في الجبل ولا تكاد تنزف أبدا .

وأما بئر جمل ففي الصحيحين من حديث أبي الجهم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل.... الحديث، وصله البخاري، وعلقه مسلم.

والمشهور أن الآبار بالمدينة سبعة، وقد روى الدارمي من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: صبوا علي سبع قرب من آبار شتى... الحديث، وهو عند البخاري دون [ ص: 428 ] قوله من آبار شتى (وإن أمكنه الإقامة بالمدينة ) ، والمجاورة به إلى آخر العمر (مع مراعاة الحرمة) ، أي الاحترام له صلى الله عليه وسلم ولجيرانه (فلها فضل عظيم) فروى مسلم، عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا، قال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها خيرا منه... الحديث .

وروي عن أبي هريرة مرفوعا: يفتح الشام، فيخرج من المدينة قوم بأهلهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون و (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا يوم القيامة) ، تقدم الكلام عليه قريبا، وفي هذا الحديث والذي بعده الحث على الصبر على سكناها، وكراهية الخروج منها، (وقال صلى الله عليه وسلم من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإنه لن يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة ) ، تقدم الكلام عليه كذلك .

وإنه من راوية جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وسعد بن أبي وقاص، وأسماء بنت عميس، رواه بهذا السياق وإن أو ليست هنا للشك إذ يبعد اتفاق الكل، واتفاق رواتهم على الشك ووقوعه بصيغة واحدة، وقد أشرت إليه هناك فراجعه .




الخدمات العلمية