الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإذا أصابك كرب فقل : لا إله إلا الله العلي الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم .

التالي السابق


( وإذا أصابك كرب فقل: لا إله إلا الله العلي الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم) قال العراقي: متفق عليه من حديث ابن عباس. اهـ .

قلت: رواه مسلم والترمذي وأبو بكر بن خزيمة، عن محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام -هو الدستوائي- حدثنا أبي، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس "أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم".

ورواه البخاري، عن مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام لكن لم يسقه بتمامه. وأخرجه تاما عن مسدد، عن يحيى القطان، عن هشام.

ورواه مسلم، عن عبد بن حميد، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن أبا العالية الرياحي حدثهم عن ابن عباس "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهن، أو كان يقولهن عند الكرب" فذكر مثله، لكن قال: "رب السموات السبع" .

وأخرجه البخاري من رواية يزيد بن زريع، عن سعيد.

وروى عبد بن حميد أيضا، عن يزيد بن هارون، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله هو رب السموات السبع ورب العرش الكريم".

وأخرجه ابن خزيمة، عن الحسن، عن محمد الزعفراني، عن يزيد بن هارون.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الدعاء، عن أبي خيثمة، عن يزيد بن هارون، إلا أنه قدم الجملة الثانية على الأولى .

وأخرجه الطبراني في الدعاء، عن بشر بن موسى، عن الحسن بن موسى.

وأخرجه مسلم عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر قال: لا إله إلا الله الحليم العظيم" فذكر الحديث، وزاد في آخره: "ثم يدعو" .

وأخرجه أبو عوانة والنسائي جميعا عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن الحسن بن موسى.

وقد روي هذا الحديث بزيادة أخرى، قال البخاري في كتاب الأدب المفرد: حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا عبد الملك بن الخطاب، حدثني راشد أبو محمد، عن عبد الله بن الحارث، سمعت ابن عباس يقول: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عند الكرب" فذكر مثل رواية هشام التي تقدم ذكرها أولا، وزاد في آخره: "اللهم اصرف عني شره" .

وقد روي هذا الحديث أيضا من غير طريق ابن عباس، قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الدعاء: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثني سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن الهاد [ ص: 108 ] عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "لقنني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الكلمات إن نزل بي شدة أو كرب أن أقولهن: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتعالى، تبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين" فكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت، وينفث بها على المذعور، ويعلمها المعتزبة من بناته .

قال: وحدثنا محمد بن موسى الفلكي، حدثنا روح بن عبادة، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل بي كرب أن أقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العاملين".

قال: وحدثني الحسين العجلي، ثنا محمد بن فضيل، عن مسعود، عن أبي بكر بن حفص، عن حسين بن حسن قال: "زوج عبد الله بن جعفر ابنته فخلا بها، قال الحسن: فلقيتها، فقلت: ما قال لك؟ قالت: قال لي يا بنية إذا نزل بك الموت أو أمر تفظعين به فقولي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين, قال الحسن: فأتيت الحجاج فقلتهن، فقال: لقد جئتني وأنا أريد أن أضرب عنقك فما من أحد أحب إلي منك، فسلني ما شئت".




الخدمات العلمية