الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والأخلاق الذميمة متلازمة ، والبعض منها داع إلى البعض لا محالة .

وشر أنواع الكبر ما يمنع من استفادة العلم وقبول الحق والانقياد له وفيه وردت الآيات التي فيها ذم الكبر والمتكبرين قال الله تعالى : والملائكة باسطو أيديهم إلى قوله وكنتم عن آياته تستكبرون ثم قال : ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين .

التالي السابق


(والأخلاق الذميمة متلازمة، والبعض منها داع إلى بعض) وجار إليه (لا محالة) فكل منها أنواع (وشر أنواع الكبر ما يمنع من استفادة العلم) الذي هو المعرفة بالله تعالى (وقبول الحق والانقياد له) وإليه الإشارة بما ورد في الخبر: "لا يتعلم العلم مستحيي ولا متكبر".

(وفيه وردت الآيات التي فيها ذم الكبر وذم المتكبرين) من ذلك (قال الله -عز وجل-: والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ثم قال: ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ) ونبه بذلك على أن الاستكبار والمتكبر شيء واحد .

والاستكبار على وجهين:

أحدهما: أن يتحرى الإنسان ويطلب أن يكون كبيرا، وذلك متى كان على ما يجب، وفي المكان الذي يجب، وفي الوقت الذي يجب، فمحمود .

والثاني: أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له، فهذا هو المذموم، وعليه رد القرآن، كهذا القول، وكقوله: أبى واستكبر وكقوله: فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ونبه بقوله: مجرمين أن حاملهم على ذلك ما تقدم من جرمهم، وأن ذلك دأبهم، لا أنه شيء حادث منهم .




الخدمات العلمية