الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان ما به التكبر .

اعلم أنه لا يتكبر إلا متى استعظم نفسه ، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال .

وجماع ، ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوي فالديني هو العلم والعمل والدنيوي هو النسب والجمال والقوة والمال وكثرة الأنصار .

، فهذه سبعة أسباب .

الأول : العلم ، وما أسرع الكبر إلى العلماء ! ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : آفة العلم الخيلاء .

فلا يلبث العالم أن يتعزز بعزة العلم يستشعر في نفسه جمال العلم وكماله ، ويستعظم نفسه ، ويستحقر الناس ، وينظر إليهم نظره إلى البهائم ، ويستجهلهم ويتوقع أن يبدءوه بالسلام فإن بدأه واحد منهم بالسلام ، أو رد عليه ببشر ، أو قام له ، أو أجاب له دعوة ، رأى ذلك صنيعة عنده ، ويدا عليه ، يلزمه شكرها ، واعتقد أنه أكرمهم ، وفعل بهم ما لا يستحقون من مثله وأنه ، ينبغي أن يرقوا له ويخدموه شكرا له على صنيعه بل الغالب أنهم يبرونه فلا يبرهم ويزورونه فلا يزورهم ، ويعودونه فلا يعودهم ، ويستخدم من خالطه منهم ويستسخره في حوائجه فإن قصر فيه استنكره ، كأنهم عبيده أو أجراؤه ، وكأن تعليمه العلم صنيعة منه ، إليهم ومعروف لديهم ، واستحقاق حق عليهم ، هذا فيما يتعلق بالدنيا .

أما في أمر الآخرة ، فتكبره عليهم بأن يرى نفسه عند الله تعالى أعلى وأفضل منهم ، فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه ، ويرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم ، وهذا بأن يسمى جاهلا أولى من أن يسمى عالما ، بل العلم الحقيقي هو الذي يعرف الإنسان به نفسه وربه وخطر الخاتمة ، وحجة الله على العلماء ، وعظم خطر العلم فيه ، كما سيأتي في طريق معالجة الكبر بالعلم وهذا العلم يزيد ، خوفا وتواضعا وتخشعا ويقتضي أن يرى كل الناس خيرا منه ؛ لعظم حجة الله عليه بالعلم ، وتقصيره في القيام بشكر نعمة العلم .

ولهذا قال أبو الدرداء من ازداد علما ازداد وجعا ، وهو كما قال .

فإن قلت : فما بال بعض الناس يزداد بالعلم كبرا وأمنا .

؟ فاعلم أن لذلك سببين :

أحدهما : أن يكون اشتغاله بما يسمى علما وليس علما حقيقيا ، وإنما العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه ونفسه ، وخطر أمره في لقاء الله ، والحجاب منه ، وهذا يورث الخشية والتواضع دون الكبر والأمن .

قال الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء فأما ما وراء ذلك كعلم الطب والحساب واللغة والشعر والنحو وفصل الخصومات وطرق المجادلات ، فإذا تجرد الإنسان لها حتى امتلأ منها امتلأ بها كبرا ونفاقا ، وهذه بأن تسمى صناعات أولى من أن تسمى علوما ، بل العلم هو معرفة العبودية والربوبية ، وطريق العبادة وهذه تورث التواضع غالبا .

السبب الثاني : أن يخوض العبد في العلم وهو خبيث الدخلة ، رديء النفس سيئ ، الأخلاق ؛ فإنه لم يشتغل أولا بتهذيب نفسه وتزكية قلبه بأنواع المجاهدات ، ولم يرض نفسه في عبادة ربه ، فبقي خبيث الجوهر ، فإذا خاض في العلم أي علم كان صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا ، فلم يطب ثمره ، ولم يظهر في الخير أثره .

وقد . ضرب وهب لهذا مثلا ، فقال : العلم كالغيث ، ينزل من السماء حلوا صافيا ، فتشربه الأشجار بعروقها ، فتحوله على قدر طعومها ، فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة فكذلك ، العلم تحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا وهذا لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا وإذا كان الرجل خائفا مع جهله فازداد ، علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه ، فيزداد خوفا وإشفاقا وذلا وتواضعا فالعلم من أعظم ما يتكبر به ولذلك قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وقال عز وجل ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ووصف أولياءه فقال : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وكذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه العباس رضي الله عنه « يكون قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يقولون : قد قرأنا القرآن ، فمن أقرأ منا ومن أعلم منا ؟! ثم التفت إلى أصحابه وقال : أولئك منكم أيها الأمة ، أولئك هم وقود النار .

ولذلك قال عمر رضي الله عنه: «لا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يفي علمكم بجهلكم» ولذلك استأذن تميم الداري عمر رضي الله عنه في القصص، فأبى أن يأذن له، وقال: إنه الذبح واستأذن رجل وكان إمام قوم أنه إذا سلم من صلاته ذكرهم قال: إني أخاف أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا، وصلى حذيفة بقوم، فلما سلم من صلاته قال: لتلتمسن إماما غيري أو لتصلن وحدانا إني رأيت في نفسي أنه ليس في القوم أفضل مني، فإذا كان مثل حذيفة لا يسلم فكيف يسلم الضعفاء من متأخري هذه الأمة؟! فما أعز على بسيط الأرض عالما يستحق أن يقال: له عالم، ثم إنه لا يحركه عز العلم وخيلاؤه، فإن وجد ذلك فهو صديق زمانه فلا ينبغي أن يفارق، بل يكون النظر إليه عبادة، فضلا عن الاستفادة من أنفاسه وأحواله، ولو عرفنا ذلك ولو في أقصى الصين لسعينا إليه رجاء أن تشملنا بركته، وتسري إلينا سيرته وسجيته، وهيهات! فأنى يسمح آخر الزمان بمثلهم، فهم أرباب الإقبال، وأصحاب الدول، قد انقرضوا في القرن الأول ومن يليهم بل يعز في زماننا عالم يختلج في نفسه الأسف والحزن على فوات هذه الخصلة، فذلك أيضا إما معدوم وإما عزيز، ولولا بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « سيأتي على الناس زمان من تمسك بعشر ما أنتم عليه نجا » لكان جديرا بنا أن نقتحم والعياذ بالله تعالى ورطة اليأس والقنوط ، مع ما نحن عليه من سوء أعمالنا ، ومن لنا أيضا بالتمسك بعشر ما كانوا عليه ؟! وليتنا تمسكنا بعشر عشره .

فنسأل الله تعالى أن يعاملنا بما هو أهله ويستر ، علينا قبائح أعمالنا ، كما يقتضيه كرمه وفضله .

التالي السابق


(بيان ما به التكبر) *

* (اعلم) أرشدك الله تعالى (أنه لا يتكبر إلا من استعظم نفسه، ولا يستعظمها إلا وهو يعتقد لها صفة من صفات الكمال، ومجامع ذلك يرجع إلى كمال ديني ودنياوي، فهذه سبعة أسباب) اثنان منها يتعلقان بالدين، والخمسة بالدنيا .

(الأولى: العلم، وما أسرع الكبر إلى العلماء! ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "آفة العلم الخيلاء) قال العراقي: هكذا ذكر المصنف، والمعروف: "آفة العلم النسيان، وآفة الجمال الخيلاء" كذا رواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث علي بسند ضعيف .

وروى عنه الديلمي في مسند الفردوس: "آفة الجمال الخيلاء" وفيه الحسن بن عبد الحميد الكوفي، لا يدرى من هو، حدث عن أبيه بحديث موضوع، قاله صاحب الميزان. انتهى .

قلت: لفظ القضاعي في مسند الشهاب: "آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى".

وهكذا رواه أيضا ابن لال في مكارم الأخلاق، والديلمي، والبيهقي في الشعب، وضعفه، رووه من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده .

ورواه القضاعي، والديلمي، وابن عدي في كامله، من طريق شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي مرفوعا في حديث بلفظ: "آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان" وسنده ضعيف، إلا أنه صحيح المعنى .

(فلا يلبث العالم أن يتعزز بعز العلم، ويستشعر في نفسه كمال العلم وجماله، ويستعظم نفسه، ويستحقر الناس، وينظر إليهم نظره إلى البهائم، ويستجهلهم) ويستبلدهم (ويتوقع) منهم (أن يبدؤوه بالسلام) إذا لقوه (فإن بدأ واحدا منهم بالسلام، أو رد عليه ببشر، أو قام له، أو أجاب له دعوة، رأى ذلك صنيعة عنده، ويدا عليه، يلزمه شكرها، واعتقد أنه أكرمهم، وفعل بهم ما لا يستحقون من مثله، فإنه ينبغي أن يرقوا له) أي: يكونوا كالرقيق له (ويخدمونه شكرا له على صنيعه) ذلك .

(بل الغالب أنهم يبرونه فلا يبرهم، ولا يزدرونه فيزدريهم، ويعودونه فلا يعودهم، ويستخدم من خالطه منهم ويستسخره في حوائجه) أي: يجعله سخرة في قضائها (فإن قصر فيه استنكره، كأنهم عبيده وأجراؤه، وكأن تعليمه) إياهم (العلم صنيعة منه لديهم، ومعروف إليهم، واستحقاق حق عليهم، هذا فيما يتعلق بالدنيا .

أما في أمر الآخره، فتكبره عليهم بأن يرى نفسه عند الله أعلى وأفضل منهم، فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه، ويرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم، وهذا بأن يسمى جاهلا أولى من أن يسمى عالما، بل العلم الحقيقي هو الذي يعرف الإنسان به نفسه وربه) بالذل والعز، والعجز والقدرة، والنقص والكمال (وخطر الخاتمة، وحجة الله على العلماء، وعظم خطر العلم فيه، كما سيأتي في طريق معالجة الكبر بالعلم، وهذه العلوم تزيد خوفا وتواضعا وتخشعا ) وانكسارا في القلب (وتقتضي أن يرى) صاحبها (أن كل الناس خير منه؛ لعظم حجة الله عليه بالعلم، وتقصيره في القيام [ ص: 369 ] بشكر نعمة العلم؛ ولهذا قال أبو الدرداء) رضي الله عنه: (من ازداد علما زاد وجعا، وهو كما قال .

فإن قلت: فما بال بعض الناس يزداد بالعلم كبرا وأمنا؟

فاعلم أن لذلك سببين:

أحدهما: أن يكون اشتغاله بما يسمى علما) في الظاهر (وليس بعلم حقيقي، وإنما العلم الحقيقي ما يعرف العبد به نفسه وربه، وخطر أمره في لقاء ربه، والحجاب منه، وهذا يورث الخشية والتواضع دون الكبر والأمن، قال الله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقد تقدم الكلام عليه في كتاب العلم .

(فأما ما وراء ذلك كعلم الطب والحساب واللغة والشعر والنحو وفصل الخصومات وطرق المجادلات، فإذا تجرد الإنسان) وقام بإزائها (حتى امتلأ منها امتلأ منها كبرا ونفاقا، وهذه بأن تسمى صناعات أولى أن تسمى علوما، بل العلم معرفة العبودية والربوبية، وطريق العبادة هذا يورث التواضع غالبا .

السبب الثاني: أن يخوض العبد في العلم وهو خبيث الدخلة، رديء النفس، سيئ الأخلاق؛ فإنه لم يشتغل أولا بتهذيب نفسه وتزكية قلبه) من تلك الأوصاف الذميمة (بأنواع المجاهدات، ولم يرض نفسه في عبادة ربه، فبقي خبيث الجوهر، فإذا خاض في العلم -أي علم كان- صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا، فلم يطب ثمره، ولم يظهر في الخير أثره .

ولقد ضرب وهب) بن منبه -رحمه الله تعالى- (لهذا مثلا، فقال: العلم كالغيث، ينزل من السماء حلوا صافيا، فتشربه الأشجار بعروقها، فتحوله على قدر طعومها، فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة، وكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر همتها وأهوائها، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا) هذا آخر كلام وهب.

(وهذا لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يستكبر به، فإذا ازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه، فيزداد خوفا وإشفاقا وذلا وتواضعا) وإذا كان الرجل محبا في الدنيا، مائلا إلى تحصيل أعراضها، وازداد علما لم يزدد إلا رغبة فيها؛ إذ وجد ما يعينه على تحصيلها .

وروى الديلمي من حديث علي: "من ازداد علما ولم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله إلا بعدا" فالعلم من أعظم ما يتكبر به (ولأجل ذلك قال تعالى لنبيه) صلى الله عليه وسلم: ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وقال) تعالى: ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ووصف أولياءه فقال: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه العباس) بن عبد المطلب -رضي الله عنه-: ("يكون قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقولون: قد قرأنا القرآن، فمن أقرأ منا وأعلم منا؟! ثم التفت إلى أصحابه وقال: أولئك أعلم منكم أيها الأمة، أولئك هم وقود النار") قال العراقي: رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق .

(وكذلك قال عمر -رضي الله عنه-: "لا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يفي علمكم بجهلكم") .

وروى الخطيب في الجامع من حديث أبي هريرة: "ولا تكونوا من جبابرة العلماء" وقد تقدم .

(ولذلك استأذن تميم) بن أوس (الداري عمر ) رضي الله عنه (في القصص، فأبى أن يأذن له، وقال: إنه الذبح) خاف عليه من الشهرة .

(واستأذن رجل) آخر (وكان إمام [ ص: 370 ] قومه إذا سلم من صلاته ذكرهم) ووعظهم فلم يأذن له (قال: إني أخاف أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا) وقد تقدم ذلك .

(وصلى حذيفة) بن اليمان -رضي الله عنه- (بقوم، فلما سلم قال: لتلتمسن إماما غيري أو لتصلن وحدانا) أي: منفردين (إني رأيت في نفسي أنه ليس في القوم أفضل مني .

فإذا كان مثل حذيفة) رضي الله عنه وهو صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يسلم (فكيف يسلم الضعفاء من متأخري هذه الأمة؟! فما أعز على بسيط الأرض عالما يستحق أن يقال: إنه عالم، ثم إنه لا يحركه عز العلم) وترفعه (وخيلاؤه، فإن وجد ذلك فهو صديق زمانه) وحيد عصره (فلا ينبغي أن يفارق، بل يكون النظر إليه عبادة، فضلا عن الاستفادة من أنفاسه وأحواله، ولو عرفنا ذلك ولو في أقصى الصين) أي: آخر بلاد المشرق (لسعينا) وبذلنا المجهود في الوصول (إليه أن تشملنا بركته، وتسري إلينا سيرته وسجيته، وهيهات! فأنى يسمح آخر الزمان بمثلهم، فهم أرباب الإقبال، وأصحاب الدول، قد انقرضوا في القرن الأول ومن يليهم) من أوائل القرن الثاني .

(بل يعز في زماننا عالم يختلج في نفسه الأسف والحزن على فوات هذه الخصلة، فذلك أيضا إما معدوم) بالكلية (وإما عزيز) أي: نادر الوجود (ولولا بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "سيأتي على الناس زمان من تمسك بعشر ما أنتم عليه نجا") قال العراقي: رواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وقال غريب، لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد. ورواه أحمد من رواية رجل عن أبي ذر. انتهى .

قلت: ورواه ابن عدي، وابن عساكر، وابن النجار من حديث أبي هريرة بلفظ: "أنتم اليوم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك، وسيأتي على الناس زمان من عمل منهم عشر ما أمر به نجا".

(لكان جديرا بنا أن نقتحم - والعياذ بالله- ورطة اليأس والقنوط، مع ما نحن عليه من سوء أعمالنا، ومن لنا أيضا بالتمسك بعشر ما كانوا عليه؟! وليتنا تمسكنا بعشر عشره) وهذا في زمان المصنف .

وأما الآن بعد المائتين فلا يحتاج التنبيه عليه؛ حيث درست رسوم الرسوم، وظهر المعلوم والمحتوم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

(فنسأل الله تعالى) المان بفضله (أن يعاملنا بما هو أهله، وأن يستر علينا قبائح أعمالنا، كما يقتضيه كرمه وفضله) آمين يا رب العالمين .




الخدمات العلمية