الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأما الذي يتكبر بالعجب أو الحسد أو الحقد فإنه يتكبر أيضا عند الخلوة به مهما لم يكن معهما ثالث ، وكذلك قد ينتمي إلى نسب شريف كاذبا ، وهو يعلم أنه كاذب ثم يتكبر به على من ليس ينتسب إلى ذلك النسب ، ويترفع عليه في المجالس ويتقدم عليه في الطريق ، ولا يرضى بمساواته في الكرامة والتوقير ، وهو عالم باطنا بأنه لا يستحق ذلك ، ولا كبر في باطنه لمعرفته بأنه كاذب في دعوى النسب ، ولكن يحمله الرياء على أفعال المتكبرين وكأن . اسم المتكبر إنما يطلق في الأكثر على من يفعل هذه الأفعال عن كبر في الباطن ، صادر عن العجب ، والنظر إلى الغير بعين الاحتقار ، وهو إن سمي متكبرا فلأجل التشبه بأفعال الكبر .

نسأل الله حسن التوفيق والله تعالى أعلم .

التالي السابق


(وأما الذي يتكبر بالعجب أو الحقد أو الحسد فإنه يتكبر أيضا عند الخلوة به مهما لم يكن معهم) وفي نسخة: معهما (ثالث، وكذلك قد ينتمي إلى نسب شريف كاذبا، وهو يعلم أنه كاذب) في انتمائه (ثم يتكبر على من ليس ينسب إلى ذلك النسب، ويترفع عليه في المجالس [ ص: 378 ] ويتقدم عليه في الطرق، ولا يرضى بمساواته في الكرامة والتوقير، وهو عالم باطنا أنه لا يستحق ذلك، ولا كبر في باطنه لمعرفته) في نفسه (بأنه كاذب في دعوى النسب، ولكن يحمله الرياء على أفعال المتكبرين .

وكان اسم المتكبر إنما يطلق في الأكثر على من يفعل هذه الأفعال عن كبر في الباطن، صادر عن العجب، والنظر إلى الغير بعين الاحتقار، وهو وإن سمي تكبرا فلأجل التشبيه بأفعال الكبر) والله الموفق .




الخدمات العلمية