الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفرقة أخرى أخذت في طريق الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينكر على الناس ، ويأمرهم بالخير ، وينسى نفسه ، وإذا أمرهم بالخير عنف وطلب الرياسة والعزة ، وإذا باشر منكرا ورد عليه غضب ، وقال : أنا المحتسب فكيف تنكر علي وقد يجمع الناس إلى مسجده ومن تأخر عنه أغلظ القول عليه ، وإنما غرضه الرياء والرياسة ولو قام بتعهد المسجد غيره لحرد عليه بل منهم من يؤذن ، ويظن أنه يؤذن لله ولو جاء غيره ، وأذن في وقت غيبته ، قامت عليه القيامة وقال : لم آخذ حقي ، وزوحمت على مرتبتي وكذلك قد يتقلد إمامة مسجد ويظن أنه على خير ، وإنما غرضه أن يقال : إنه إمام مسجد فلو تقدم غيره وإن كان أورع وأعلم منه ، ثقل عليه .

التالي السابق


(وفرقة أخرى أخذت في طريق الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فترى واحدا منهم (ينكر على الناس، ويأمرهم بالخير، وينسى نفسه، فإذا أمرهم بالخير عنف) وشدد، (وطلب الرياسة والعزة، وإذا باشر) بنفسه (منكرا فرد عليه غضب، وقال: أنا المحتسب فكيف تنكر علي) ؟! وهو غرور، (وقد يجمع الناس إلى مسجده) أو زاويته للصلاة والذكر، (ومن تأخر عنه أغلظ عليه القول، وإنما غرضه) في ذلك (الرياء) والسمعة (والرياسة) على الناس، ولو (قام بتعهد المسجد غيره لحرد) أي: غضب وحقد، (بل منهم من يؤذن، ويظن أنه يؤذن) حسبة (لله) تعالى، (ولو جاء غيره، وأذن في وقت غيبته، قامت عليه القيامة) وتبربر (وقال: لم آخذ حقي، وزوحمت على مرتبتي) وهو غرور، (وكذلك قد يتقلد إمامة مسجد) حسبة لله تعالى، (ويظن أنه على خير، وإنما غرضه) من إمامته (أن يقال: إنه إمام المسجد) الفلاني، وكذلك قد يتقلد تدريس علم في ذاته، ويغتر به، وغرضه أن يقال: إنه مدرس الزاوية الفلانية، (ولو تقدم غيره) في تلك الإمامة والتدريس، (وإن كان أورع منه وأعلم منه، ثقل عليه) ، ويا ليته ثقل عليه باطنا ويسكت على هذا القدر بل يشاكيه إلى أهل محلته ويقع فيه، وهو غرور فاحش .




الخدمات العلمية