الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفرقة أخرى غلبهم البخل فلا تسمح نفوسهم إلا بأداء الزكاة فقط ، ثم إنهم يخرجون من المال الخبيث الرديء الذي يرغبون عنه ويطلبون من الفقراء من يخدمهم ويتردد في حاجاتهم ومن يحتاجون إليه في المستقبل للاستسخار في خدمة أو من لهم فيه على الجملة غرض ، أو يسلمون ذلك إلى من يعينه واحد من الأكابر ممن يستظهر بحشمه لينال بذلك عنده منزلة فيقوم بحاجاته .

وكل ذلك مفسدات للنية ، ومحبطات للعمل ، وصاحبه مغرور ويظن أنه مطيع لله تعالى ، وهو فاجر إذ طلب بعبادة الله عوضا من غيره ، فهذا وأمثاله من غرور أصحاب الأموال أيضا لا يحصى ، وإنما ذكرنا هذا القدر للتنبيه على أجناس الغرور .

التالي السابق


(وفرقة أخرى غلبهم البخل فلا تسمح نفوسهم إلا بأداء الزكاة فقط، ثم إنهم يخرجون من المال الخبيث الرديء الذي يرغبون عنه) ، وهو القديم، أو الممسوح سكته، أو المكسور جانبه، أو الناقص وزنه أو عياره، (ويطلبون من الفقراء من يخدمهم) في منزلهم، (ومن يتردد في حاجاتهم) لتقضى من بعيد أو قريب، (أو من يحتاجون إليه في المستقبل للاستسخار في خدمة) معينة (أو من لهم فيه على الجملة غرض، أو يسلمون ذلك إلى من يعينه واحد من الأكابر ممن يستظهر بحشمته) أي: يستقوي بها; (لينال بذلك عنده منزلة فيقوم له بحاجاته، وكل ذلك مفسدات للنية، ومحبطات للعمل، وصاحبه مغرور) هو مع ذلك (يظن أنه مطيع لله، وهو فاجر إذا طلب لعبادة الله عرضا من غيره، فهذا وأمثاله من غرور أرباب الأموال أيضا لا يحصى، وإنما ذكرنا هذا القدر للتنبيه على أجناس الغرور) ليقاس عليه ما لم يذكره .




الخدمات العلمية