الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروي في " الإسرائيليات أن رجلا مر بكثبان من رمل في مجاعة فقال في نفسه : لو كان هذا الرمل طعاما لقسمته بين الناس فأوحى الله تعالى إلى نبيهم أن قل له : إن الله تعالى قبل صدقتك ، وقد شكر حسن نيتك ، وأعطاك ثواب ما لو كان طعاما فتصدقت به وقد ورد في أخبار كثيرة : " من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة " وفي حديث عبد الله بن عمرو " من كانت الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه ، وفارقها أرغب ما يكون فيها ، ومن تكن الآخرة نيته جعل الله تعالى غناه في قلبه ، وجمع عليه ضيعته ، وفارقها أزهد ما يكون فيها " وفي حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جيشا يخسف بهم بالبيداء فقلت : يا رسول الله يكون فيهم المكره والأجير فقال : يحشرون على نياتهم وقال عمر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما يقتتل المقتتلون على النيات" وقال عليه السلام : " إذا التقى الصفان نزلت الملائكة تكتب الخلق على مراتبهم ، فلان يقاتل للدنيا ، فلان يقاتل حمية ، فلان يقاتل عصبية ، ألا فلا تقولوا : فلان قتل في سبيل الله ، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هي العليا فهو في سبيل الله " وعن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يبعث كل عبد على ما مات عليه " وفي حديث الأحنف عن أبي بكرة " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : لأنه أراد قتل صاحبه وفي " حديث أبي هريرة من تزوج امرأة على صداق وهو لا ينوي أداءه فهو زان ، ومن ادان دينا وهو لا ينوي قضاءه فهو سارق وقال صلى الله عليه وسلم : " من تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك ، ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه أنتن من الجيفة .

التالي السابق


(وفي الإسرائيليات أن رجلا مر بكثبان من رمل في مجاعة) أي: زمن قحط أصاب الناس به الجوع (فقال في نفسه: لو كان هذا الرمل طعاما لقسمته بين الناس) قال: (فأوحى الله تعالى إلى نبيهم) في ذلك الزمان (أن قال له: إن الله تعالى قد قبل صدقتك، وقد شكر حسن نيتك، وأعطاك ثواب ما لو كان طعاما فتصدقت به) نقله صاحب القوت .

وهو في كتاب الإخلاص لابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال: أصابت بني إسرائيل مجاعة فمر رجل على رمل فقال: وددت هذا الرمل يكون دقيقا لي حتى أطعمه بني إسرائيل، فأعطاه الله على نيته .

(وقد ورد في أخبار كثيرة: "من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة") رواه أحمد من حديث أبي هريرة بزيادة: " فإن عملها كتبت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه، فإن لم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة " وقال العراقي : متفق عليه، وقد تقدم .

(وفي حديث عبد الله بن عمرو) بن العاص -رضي الله عنهما-: ("من كانت الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه، وفارقها أرغب ما يكون فيها، ومن تكن الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه ضيعته، وفارقها أزهد ما يكون فيها") كذا في القوت .

قال العراقي : رواه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت بإسناد جيد دون قوله: " وفارقها أرغب ما يكون فيها " ودون قوله: " وفارقها أزهد ما يكون فيها " وفيه زيادة. ولم أجده من حديث عبد الله بن عمرو . اهـ .

قلت: حديث زيد بن ثابت هذا جاء بألفاظ مختلفة .

منها: عند ابن عساكر بلفظ: " من تكن الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه، وشتت الله عليه ضيعته، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكف عليه ضيعته، وتأتيه الدنيا وهي راغمة " .

وعند الطيالسي وابن ماجه والطبراني بلفظ: " من كانت نيته الآخرة جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له " .

وقد روي هذا أيضا من حديث أنس بلفظ: " من كانت نيته طلب الدنيا شتت الله عليه أمره، وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته منها إلا ما كتب له، ومن كانت نيته طلب الآخرة جمع الله عليه شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة " هكذا رواه ابن أبي حاتم في الزهد .

وعند هناد والترمذي بلفظ: " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .

وهذا اللفظ قد رواه أيضا الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس، ولم أر ذلك في حديث عبد الله بن عمرو في شيء من الكتب، والذي يظهر لي أنه تصحف على النساخين في كتاب القوت وتبعه المصنف، ويكون المراد عبد الله بن عمر لا عبد الله بن عمرو، فقد روى الحاكم من حديث ابن عمر ما يقرب سياقه مما تقدم .

وهو: " من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة، ومن تشاعبت به الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " والله أعلم .

(وفي حديث أم سلمة) رضي الله عنها (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر جيشا يخسف بهم بالبيداء) الصحراء بين مكة والمدينة (فقلت: يا رسول الله يكون فيهم المكره والأجير [ ص: 9 ] فقال: يحشرون على نياتهم) كذا في القوت .

قال العراقي : رواه مسلم وأبو داود، وقد تقدم. اهـ .

قلت: ورواه ابن أبي شيبة والطبراني والحاكم بلفظ: " يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام " الحديث، وفيه: "فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم " الحديث .

(وقال عمر -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنما يقتتل المقتتلون على النيات") كذا في القوت .

قال العراقي : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص والنية بإسناد ضعيف، بلفظ: "إنما يبعث" ورويناه في فوائد تمام بلفظ: " إنما يبعث المسلمون على النيات " ولابن ماجه من حديث أبي هريرة : " إنما يبعث الناس على نياتهم " وفيه ليث بن أبي سليم، مختلف فيه. اهـ .

قلت: ورواه ابن عساكر أيضا بلفظ: " إنما يبعث المقتتلون على النيات " وروى أحمد من حديث أبي هريرة بلفظ: " يبعث الناس على نياتهم " بدون: إنما .

(وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الصفان نزلت الملائكة تكتب الخلق على مراتبهم، فلان يقاتل للدنيا، فلان يقاتل حمية، فلان يقاتل عصبية، ألا فلا تقولوا: فلان قتل في سبيل الله، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله") كذا في القوت .

قال العراقي : رواه ابن المبارك في الزهد موقوفا على ابن مسعود، وآخر الحديث مرفوع؛ ففي الصحيحين من حديث أبي موسى : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " اهـ .

قلت: وحديث أبي موسى رواه كذلك أحمد والأربعة أصحاب السنن .

وروى الطبراني والحاكم من حديث فضالة بن عبيد : " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة: رباط أو حج أو غير ذلك .

(وعن جابر ) بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- (عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يبعث كل عبد على ما مات عليه") قال العراقي : رواه مسلم .

قلت: ورواه كذلك عبد بن حميد وابن ماجه وابن حبان والحاكم، ورواه أيضا الطبراني والبغوي والحاكم في الكنى من حديث زيد بن حارثة، ورواه الدارقطني في الأفراد من حديث ابن عمر، وعند ابن حبان في حديث جابر زيادة: " المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه " .

(وفي حديث الأحنف) بن قيس التميمي، له رواية (عن أبي بكرة) نفيع بن الحارث الثقفي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه أراد قتل صاحبه ") .

رواه الشيخان وأبو داود والنسائي بلفظ: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه " ورواه ابن ماجه والطبراني من حديث أبي موسى.

وفي لفظ لابن ماجه من حديث أبي بكرة : " إذا التقى المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا " وقد رواه كذلك أحمد وابن ماجه وابن أبي شيبة ومسلم .

اعلم أن البخاري روى هذا الحديث في عدة مواضع من صحيحه، ففي الإيمان: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف قال: " ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: نصر هذا الرجل، قال: ارجع؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه " .

وأخرجه في الفتن عن عبد الله بن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن سلمة، عن رجل لم يسمه، عن الحسن، عن أبي بكرة .

وقال أيضا: حدثنا سليمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف، وأنكر يحيى بن معين والدارقطني سماع الحسن عن أبي بكرة، وقال الدارقطني : بينهما الأحنف .

قال: وكذا رواه هشام بن زياد بن المعلى، عن الحسن، عن الأحنف، وذهب غيرهما إلى صحة سماعه من أبي بكرة، واستدل بما أخرجه البخاري في الفتن في باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن ابني هذا سيد " من طريق سفيان، عن إسرائيل، وفيه قال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة قال: "بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب" الحديث .

قال البخاري : قال علي بن المديني : إنما صح عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. وقال أبو الوليد الباجي : المراد بالحسن هنا هو ابن علي بن أبي طالب لا البصري .

قلت: [ ص: 10 ] وكلام أبي الوليد هذا مردود ساقط يأباه سياق الحديث، كما هو ظاهر عند من تأمله .

قال الحافظ في الفتح: وكان الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل، فنهاه أبو بكرة فرجع، وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيها حسما للمادة، وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال بينهما بغير تأويل سائغ، وقد رجع الأحنف عن رأي أبي بكرة في ذلك وشهد مع علي باقي حروبه. اهـ .

واختلف العلماء في القتال في الفتنة فمنع بعضهم القتال فيها وإن دخلوا عليه؛ عملا بظاهر هذا الحديث، وهو مذهب أبي بكرة وغيره من الصحابة. وقال عمران بن الحصين وابن عمر : لا يدفعها فإن قصدوه دافع عن نفسه. وقال معظم الصحابة والتابعين وغيرهم: بحسب نصر الحق وقتال الباغين، وهو الصحيح .

قال العيني : وتتأول أحاديث المنع على من لا يظهر له الحق، أو على عدم التأويل لواحد منهما، ولو كان كما قال الأول لظهر الفساد، والحق الذي عليه أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة، وحسن الظن بهم، والتأويل لهم وأنهم مجتهدون، لم يقصدوا معصية الله ولا محض الدنيا، فمنهم المخطئ في اجتهاده والمصيب .

وتوقف الطبري وغيره في تعيين المحق منهم، وصرح بالتعيين الجمهور، وقالوا: إن عليا -رضي الله عنه- وأشياعه كانوا مصيبين. والله أعلم .

وقوله: " إنه كان حريصا على قتل صاحبه " قال بعض العلماء: وفي هذا حجة للباقلاني ومن تبعه أن العزم على الذنب والعقد على حمله معصية، بخلاف الهم المعفو عنه، وللمخالف أن يقول: هذا فعل أكثر من العزم والمواجهة والقتال .

وقال النووي : الصحيح الذي عليه الجمهور أن من نوى المعصية وأصر عليها يكون آثما وإن لم يعملها ولا تكلم .

وقال العيني : التحقيق أن من عزم على معصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه؛ ولهذا جاء بلفظ الحرص فيه، ويحمل ما وقع من نحو قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به " وفي الحديث الآخر: " وإذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه " على أن ذلك فيما لو لم يوطن نفسه عليها، وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار، ويسمى هذا هما، ويفرق بين الهم والعزم، وإن عزم تكتب سيئة واحدة، فإن عملها كتبت معصية ثانية. اهـ .

(وفي حديث أبي هريرة ) رضي الله عنه: (من تزوج امرأة على صداق وهو لا ينوي أداءه فهو زان، ومن أدان دينا وهو لا ينوي قضاءه فهو سارق) كذا في القوت .

قال العراقي : رواه أحمد من حديث صهيب، ورواه ابن ماجه مقتصرا على قصة الدين دون ذكر الصداق، وفي سنده اضطراب. اهـ .

قلت: حديث صهيب عند ابن عساكر بلفظ: " من تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها لقي الله وهو زان حتى يتوب، ومن أدان دينا وهو يريد أن لا يفي به لقي الله سارقا حتى يتوب " رواه هكذا عن صيفي بن صهيب، عن أبيه .

ورواه النجار والرافعي في تاريخيهما بلفظ: " من تزوج امرأة بصداق لا يريد أن يؤديه جاء يوم القيامة زانيا، ومن تسلف مالا يريد أن لا يؤديه جاء يوم القيامة سارقا " .

ورواه البيهقي في الشعب بلفظ: " من تزوج امرأة ثم مات وهو لا ينوي أن يعطيها مهرها مات وهو زان، ومن استقرض من رجل قرضا ثم مات وهو لا ينوي أن يعطيه مات وهو سارق " .

وقد روي الحديث أيضا من طريق ميمون بن جابان الكردي، عن أبيه، رفعه: " من تزوج امرأة وهو ينوي أن لا يعطيها الصداق لقي الله وهو زان " رواه ابن منده . وأما قصة الدين فقد رويت من حديث أبي أمامة وميمونة .

أخرج الطبراني والحاكم من حديث أبي أمامة " من ادان دينا وهو ينوي أن يؤديه أداه الله عنه يوم القيامة، ومن استدان دينا وهو لا ينوي أن يؤديه فمات قال الله -عز وجل- يوم القيامة: ظننت أن لا آخذ لعبدي بحقه فيؤخذ من حسناته فتجعل في حسنات الآخر، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فجعلت عليه " .

وأخرج الطبراني من حديث ميمونة " من ادان دينا ينوي قضاءه أداه الله عنه يوم القيامة " وفي لفظ له: " وهو يحدث نفسه بقضائه أعانه الله عليه " .

وأخرجه ابن ماجه بلفظ: " من ادان دينا ينوي قضاءه كان معه عون الله على ذلك " .

(وقال صلى الله عليه وسلم: "من تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه أطيب من المسك، ومن تطيب لغير الله جاء يوم القيامة وريحه أنتن من الجيفة) نقله صاحب القوت .

وقال: رويناه في خبر مقطوع .

قال العراقي : رواه أبو الوليد الصفار في [ ص: 11 ] كتاب الصلاة من حديث عبد الله بن أبي طلحة مرسلا .

قال صاحب القوت: وليس الطيب من البر المأمور به ولا من الإثم المنهي عنه، وإنما لصاحبه منه نيته، فإن كانت نيته اتباع السنة وإظهار النعمة كان بذلك مطيعا، وكان له ثواب ما نواه، وإن تطيب لغير ذلك كان به عاصيا لاتباعه هواه .




الخدمات العلمية