الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما وجهة الأبدان فقد قال : ولكل وجهة هو موليها [البقرة :148] ، وقد عمم حيث قال : ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله [البقرة :115] .

ثم الدخول في الحروف والأصوات المجملة والاشتراك فيها يوجب فسادين :

أحدهما : سقوط خاصية الحروف والأصوات المشروعة لنا المختصة بنا ، التي وجبت علينا أو استحبت لنا ، وفضلنا بها على غيرنا .

الثاني : الخروج من المجمل المشترك إلى المفصل المختص بأهل الكفر والنفاق ، كما وقع في ذلك خلائق كثيرون ، حتى إنه في المجمع [ ص: 142 ] الواحد ينشد البيت المجمل والبيت الكفري . والله سبحانه أعلم وأحكم .

ومما يتعلق بهذا أن أصل الصابئة الحروف والأصوات المجملة المشتركة ، كما فعله ابن سينا متكلم الصابئة في الإسلام في كتبه الصابئية «كالإشارات » ، فإنه افتتحها بالكلام في المجمل والمشترك وهو المنطق ، وختمه بالعبادة والسماع للصوت المطلق المشترك . كما يتكلمون في علم الموسيقى ، وهو الصوت المجمل المشترك ، فالحروف المنطقية المجملة والأصوات النغمية المجملة هي دين الصابئة ، لا توجب الإسلام ولا تحرمه ، ولا تأمر به ولا تنهى عنه ، وقد تنفع تارة وتضر أخرى . والأصل فيها أنها غير مشروعة ولا مأمور بها . والله أعلم . [ ص: 143 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية