الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقد قيل : إن هذه الأسماء مثل لفظ الوجود وغيره هل هو يطلق على الواجب والممكن بطريق الاشتراك اللفظي أو التشكيك أو التواطي ؟

فقلت : إن المقصود يحصل على كل قول .

وقيل : لفظ العلو والفوقية لا يفهم منه إلا الفوقية المختصة بالمخلوق ، كفوقية السلطان على السرير .

فقلت : بل لفظ العلو والفوقية كلفظ الحياة والعلم والسمع والبصر ونحو ذلك من الصفات ، فإنه وإن وصف الله بها ووصف بها العبد وهي [ ص: 191 ] على ظاهرها وحقيقتها في الموضعين فالمفهوم منها في حق الله تعالى ليس هو ما يختص به المخلوق .

فقيل : العلو من الأمور الإضافية بخلاف السمع والبصر ونحوهما .

فقلت : إذا كان الاشتراك في الصفة الثبوتية كالحياة أو في الصفة الثبوتية الإضافية كالسمع والبصر لا يقتضي تشبيها ونقصا ، فالاشتراك في الإضافة المحضة أولى أن لا يقتضي تشبيها ونقصا ، فإن الاشتراك في الصفات الثبوتية أولى بالمشابهة من الصفات الإضافية .

وقيل : إن . . . . . . . . تعالى ذلك هل هو معلوم أو غير معلوم ؟

فقلت : هو معلوم من حيث الجملة غير معلوم من حيث التفصيل ، معلوم من وجه دون وجه ، كما قال مالك : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، وهكذا سائر ما يعلم من معاني أسماء الله وصفاته إنما يعلمه الناس من بعض الوجوه ، وأما الإحاطة بحقيقته فليست إلا لله وحده .

قلت : وكذلك ما أخبرت به الرسل مما في الجنة والنار ، بل ونفس الإنسان إنما يعلم ذلك من بعض الوجوه دون الإحاطة بحقيقته .

التالي السابق


الخدمات العلمية