الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

كل واحد من اسمي الذكر والدعاء يتناول الآخر ، فالداعي لله ذاكر له ، وهذا ظاهر ، والذاكر لله داع له أيضا ، كما يقال : «أفضل الدعاء يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير » ، ودعاء الكرب : «لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم » . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «دعوة ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، ما قالها مؤمن إلا فرج الله عنه » .

وكتاب «الدعاء » للطبراني مشتمل على أنواع الأذكار ، والفقهاء يسمون الأذكار التي في الصلاة أدعية ، فيقولون -كابن بطة- : ما كان من الدعاء ثناء على الله ، وما كان مسألة للعبد . [ ص: 13 ]

وهذا كما أن لفظ «الصلاة » في اللغة بمعنى الدعاء . وقال ابن مسعود : ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة ، ولو كنت في السوق . فلفظ الصلاة يتضمن الثناء والدعاء ، كما قال الله : «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين » .

فأما الذكر فهو مصدر ذكر يذكر ذكرا ، وهذا يقال في الخبر الذي هو الثناء ، وأما الطلب والسؤال فلأن فيه ذكر المسؤول المدعو فيطلق عليه الذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية