الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر من استخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهله ، ومن استخلفه على المدينة

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن إسحاق : وخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف به المنافقون وقالوا : ما خلفه إلا استثقالا له ، وتخففا منه ، فلما قالوا ذلك أخذ علي سلاحه وخرج حتى لحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجرف ، فأخبره بما قالوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذبوا ، ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي فرجع علي إلى المدينة -

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث رواه الشيخان ، وله طرق تأتي في ترجمة سيدنا علي - رضي الله عنه . [ ص: 442 ]

                                                                                                                                                                                                                              واستخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : وذكر الدراوردي : أنه استخلف عام تبوك سباع بن عرفطة ، زاد محمد بن عمر - بعد حكاية ما تقدم - ويقال ابن أم مكتوم ، وقال : والثابت عندنا محمد بن مسلمة ، ولم يتخلف عنه في غزوة غيرها ، وقيل : علي بن أبي طالب ، قال أبو عمرو وتبعه ابن دحية : وهو الأثبت ، قلت :

                                                                                                                                                                                                                              ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ولفظه :

                                                                                                                                                                                                                              أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب ، وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل بطن من الأنصار والقبائل من العرب أن يتخذوا لواء وراية ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشه من الاستكثار من النعال ،

                                                                                                                                                                                                                              وقال "إن الرجل لا يزال راكبا ما دام منتعلا"

                                                                                                                                                                                                                              وأمر أبا بكر - رضي الله عنه - أن يصلي بمن تقدمه - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية