الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في العقيقة

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : كراهيته صلى الله عليه وسلم اسم العقيقة إن صح الخبر

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمامان مالك وأحمد عن زيد بن أسلم -رحمه الله تعالى- عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة ، فقال : لا أحب العقوق وكأنه كره الاسم ، وقال : من ولد له مولود وأحب أن ينسك عنه فليفعل .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في عقه صلى الله عليه وسلم عن نفسه

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو يعلى والترمذي والبزار والطبراني برجال الصحيح خلا الهيثم بن جميل ، وهو ثقة ، وشيخ الطبراني أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ، فيحرر رجاله ، عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعدما بعث نبيا .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في عقه صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين ومحسن رضي الله تعالى عنهم :

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو يعلى والطبراني برجال الصحيح عن أنس ، عن علي وعن بريدة ، وأبو يعلى والطبراني عن جابر ، وأبو يعلى برجال الصحيح خلا شيخه إسحاق ، وابن أبي شيبة وأبو يعلى والإمام أحمد بإسناد حسن عن جابر ، والطبراني بسند جيد من طريق آخر عنه ، وأبو داود وابن أبي شيبة ، والإمام أحمد وأبو يعلى والنسائي في الكبرى عن بريدة بن الحصيب ، وأبو يعلى والبزار بسند صحيح عن أنس بن مالك ، والنسائي عن ابن عباس ، والحاكم عن ابن عمر ، وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عائشة ، وابن أبي شيبة وأحمد عن ابن رافع -رضي الله عنهم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين ، قالت عائشة وابن عباس : بكبشين مثليين متكافئين ، زادت عائشة ، كما عند ابن أبي شيبة : يوم السابع ، وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى ، وقال : اذبحوا على اسمه ، وقولوا : بسم الله والله أكبر ، اللهم منك ولك ، هذه عقيقة فلان ، وكانوا في الجاهلية تؤخذ قطنة ، فتجعل في دم العقيقة ثم توضع على رأسه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل مكان الدم خلوقا .

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو رافع : لما ولدت فاطمة حسنا قالت : لا أعق عن ابني بدم ، قال : لا ، لكن احلقي رأسه ، ثم تصدقي بوزنه من وزن في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 94 ] زاد الطبراني عن جابر : وختنهما لسبعة أيام .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن طريق عطية العوفي عن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- قال : أما حسن وحسين ومحسن فإنما أسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعق عنهم وحلق رؤوسهم ، وتصدق عنهم بوزنها ، وأمر بهم فسروا وختنوا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية