الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث فيما علمه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه لما كاده بعض الجن

                                                                                                                                                                                                                              روى عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن أبي رافع والطبراني في الكبير ، وابن سعد والبيهقي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أجد فزعا بالليل ، فقال : «ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام ، وزعم أن عفريتا من الليل يكيدني ، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ، ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج فيها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن»

                                                                                                                                                                                                                              قال : ففعلت فأذهب الله عني .
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 225 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والنسائي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون ، قال : كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يعلمها من بلغ من ولده ، ومن لم يبلغ منهم؛ كتبها في صك ثم علقها في عنقه . ورواه الترمذي ، وقال : حسن ، ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا فزع أحدكم في النوم فليقل . . وذكره ، وقال فيه :

                                                                                                                                                                                                                              ومن لم يعقل كتبها في صك ، ثم علقها في عنقه»

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد .

                                                                                                                                                                                                                              وقال مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد : بلغني أن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أروع في منامي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : . . فذكر مثله . وروى الطبراني نحوه من حديث أبي أمامة . وقال في آخره : قالت عائشة رضي الله عنها : فلم ألبث إلا ليلاي حتى جاء خالد بن الوليد رضي الله عنه فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، والذي بعثك بالحق ما أتممت الكلمات التي علمتني ثلاث مرات ، حتى أذهب الله عني ما كنت أجد ما أبالي ، لو دخلت على أسد في حبسته بليل . ورواه ابن السني بلفظ : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا له أهاويل يراها في المنام ، فقال : «إذا أويت إلى فراشك فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك أن يحضرون» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع «بسم الله ، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده ، ومن كان صغيرا لا يعقل كتبها له وعلقها في عنقه ، رواه الإمام أحمد وأبو داود ولم يذكر النوم .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن السني عن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله ، إني أجد وحشة ، فقال : «إذا أخذت مضجعك فقل » فذكره . وروى ابن السني عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يشكو الوحشة ، فقال : «أكثر من أن تقول : سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح ، جللت السموات والأرض بالعزة والجبروت» فقالها الرجل فذهبت عنه الوحشة . [ ص: 226 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية