الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الحادية والخمسون بعد المائة : وبأنهم يؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والخمسون بعد المائة : ويحجون البيت الحرام لا ينأون عنه أبدا .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والخمسون بعد المائة : ويغفر لهم الذنب بالوضوء ، وتبقى الصلاة نافلة .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والخمسون بعد المائة : ويأكلون صدقاتهم في بطونهم ، ويثابون عليها .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والخمسون بعد المائة : ويعجل لهم ثوابهم في الدنيا مع ادخاره في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والخمسون بعد المائة : وبأن الجبال والأشجار تتباشر بممرهم عليها بتسبيحهم وتقديسهم .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والخمسون بعد المائة : وبأن أبواب السماء تفتح لأعمالهم وأرواحهم .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والخمسون بعد المائة : وبأن الملائكة تتباشر بهم .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والخمسون بعد المائة : وبأن الله وملائكته يصلون عليهم .

                                                                                                                                                                                                                              الستون بعد المائة : وبأن الله تعالى هو الذي يصلي عليهم وملائكته ، كما صلى على الأنبياء عن سفيان بن عيينة أكرم الله أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                              الواحد والستون بعد المائة :

                                                                                                                                                                                                                              وبأنهم يقبضون على فرشهم وهم شهداء عند الله .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني والستون بعد المائة : وبأن المائدة توضع بين أيديهم ، فما يرفعونها حتى يغفر لهم .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث والستون بعد المائة : ويلبس أحدهم الثوب فما ينفضه حتى يغفر له .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع والستون بعد المائة : وبأن صديقهم أفضل الصديقين .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس والستون بعد المائة :

                                                                                                                                                                                                                              وبأنهم علماؤهم وحكماؤهم كادوا بعلمهم أن يكونوا كلهم أنبياء .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والستون بعد المائة : وبأنهم لا يخافون في الله لومة لائم .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والستون بعد المائة : وبأنهم أذلة على المؤمنين ، وأعزة على الكافرين . [ ص: 366 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والستون بعد المائة : وبأن (قربانهم ) صلاتهم .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والستون بعد المائة : وبأن قربانهم دماؤهم .

                                                                                                                                                                                                                              السبعون بعد المائة : وبأن يستر على من لم يتقبل عمله منهم ، وكان بعضهم يفتضح إذا لم تأكل النار قربانه .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والسبعون بعد المائة : وبأنه تغفر لهم الذنوب بالاستغفار .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والسبعون بعد المائة : وبأنه إذا أخطأ أحدهم لم يحرم عليه طيب من الطعام .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والسبعون بعد المائة : ولا تصبح خطيئته مكتوبة على باب داره ، كما كان ذلك في بني إسرائيل .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن المنذر في "تفسيره" والبيهقي [في الشعب] عن ابن مسعود أنه ذكر عنده بنو إسرائيل ، وما فضلهم الله تعالى به ، فقال : كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنبا ، أصبح وقد كتب كفارته على أسكفة بابه ، وجعلت كفارة ذنوبكم قولا تقولونه ، تستغفرون الله فيغفر لكم ، والذي نفسي بيده ، لقد أعطانا الله آية لهي أحب إلي من الدنيا وما فيها والذين إذا فعلوا فاحشة [آل عمران 135] الآية .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن جرير عن أبي العالية قال : قال رجل يا رسول الله : لو كانت كفاراتنا ككفارات بني إسرائيل ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ما أعطاكم الله خيرا ، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها ، فإن كفرها كانت له خزيا في الدنيا ، وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة ، وقد أعطاكم الله خيرا من ذلك ، قال : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه [النساء 110] الآية ، والصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن" .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والسبعون بعد المائة : وبأن الندم هو توبة ، روى الإمام أحمد ، والحاكم عن ابن مسعود مرفوعا "الندم توبة" قال بعضهم : كون الندم توبة من خصائص هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والسبعون بعد المائة : وبأنه إذا شهد اثنان منهم لعبد بخير وجبت له الجنة ، وكانت الأمم السابقة إذا شهد منهم مائة .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو يعلى ، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الأمم السالفة المائة أمة إذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة ، وإن أمتي ، الخمسون منهم أمة فإذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة" . [ ص: 367 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ، والترمذي ، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة" ، فقلنا : وثلاثة ؟ قال : "وثلاثة" ، فقلنا واثنان ؟ قال : "واثنان" ، ثم لم نسأله عن الواحد" .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والسبعون بعد المائة : وبأنهم أقل الأمم عملا ، وأكثر منهم أجرا ، وأقصر أعمارا .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والسبعون بعد المائة : وقد كان الرجل من الأمم السابقة أعبد منهم بثلاثين ضعفا ، وهم خير منهم بثلاثين ضعفا .

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا بها حتى إذا انتصف النهار عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ، (ثم) أوتي أهل الإنجيل الإنجيل ، فعملوا إلى صلاة العصر ، ثم عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين فقال أهل الكتابين أي ربنا : أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا ، قال : هل ظلمتكم من أجركم من شيء ؟ قالوا : لا ، قال : "فهو فضلي أوتيه من أشاء" .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والسبعون بعد المائة : وبأن معجزات نبينا -صلى الله عليه وسلم- أظهر ، وثوابنا أكثر من سائر الأمم ، قاله السبكي فقيد الكلام بقول الإمام الرازي : من كان معجزته من الأنبياء أظهر يكون ثواب قومه أقل .

                                                                                                                                                                                                                              قال السبكي : يعني بالنسبة إلى التصديق ، لوضوحه وظهور أسبابه وقلة التعب والفكر فيه .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والسبعون بعد المائة : أوتوا العلم الأول والآخر .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية