الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيه

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ أبو زرعة ابن الحافظ العراقي في "شرح تقريب والده" وذكر بعض الشافعية أنه لم ير مكشوفا .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الأسنوي : إن بياض الإبط من خواصه -صلى الله عليه وسلم- فورد التعبير بذلك في حقه فأطلق في حقه غيره ، وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر .

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو زرعة وما ادعاه من كون هذه من الخصائص فيه نظر إذ لم يثبت ذلك بوجه من الوجوه بل لم يرد ذلك في شيء من الكتب المعتمدة ، والخصائص لا تثبت بالاحتمال ولا يلزم من ذكر السن وغيره بياض إبطه ، أن لا يكون له شعر فإن الشعر إذا نتف يبقى المكان أبيض وإن بقي فيه آثار الشعر ، ولذلك ورد في حديث عبد الله بن أقزم الخزاعي أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى معه فقال كنت أنظر إلى عفرة إبطيه إذا سجد . رواه الترمذي وحسنه .

                                                                                                                                                                                                                              ويؤيده ما في الصحيحين في رواية أخرى حتى رأيت عفرة إبطيه .

                                                                                                                                                                                                                              والعفرة هي البياض المشوب مأخوذ من عفر الأرض وناقة عفراء ليست بخالصة البياض وهذا يدل على أن آثار الشعر هو الذي جعل المكان أعفر وإلا فلو كان خاليا من نبات الشعر جملة لم يكن أعفر وإطلاق بياض الإبطين في حق غيره -صلى الله عليه وسلم- موجود في كلام جمع من الفقهاء ، ولا إنكار فيه ، لأن الإبط لا تناله الشمس في السفر والحضر فتغير لونه كسائر الجسد الذي يبدو للشخص ، نعم الذي يعتقد فيه -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يكن لإبطه رائحة كريهة بل كان نظيفا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية