الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في رقى عامة ، ورقى جامعة

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني في الكبير برجال الصحيح عن رافع بن خديج -رضي الله تعالى عنه- قال : دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابن نعيمان فقال : «أذهب الياس رب الناس إله الناس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير- برجال ثقات وأبو معشر- ليس هو نجيح ، بل من رجال الصحيح- عن كعب بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده تحت ألمه ، ثم ليقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء من شر ما أجد» . [ ص: 82 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى بسند حسن عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يألم ، ثم يقول : «بسم الله لا بأس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي والحاكم عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل : بسم الله ، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه وابن حبان وأبو داود والترمذي وقال : صحيح ، والطبراني في الكبير عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «امسح بيمينك سبع مرات ، وقل : أعوذ بعزة الله وقوته على كل شيء من شر ما أجد» وفي لفظ : «ضع يمينك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله- ثلاثا- وقل- سبع مرات- : أعوذ بالله . . » إلى آخره .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه- والخرائطي في «مكارم الأخلاق» عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنها- قالت : خرج في عنقي خراج فتخوفت منه ، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال -صلى الله عليه وسلم- : «ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات- : «بسم الله ، اللهم أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود في سننه عن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «من اشتكى منكم شيئا فليقل : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض ، واغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع ، فيبرأ بإذن الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحميدي والخطيب عن يونس بن يعقوب عن عبد الله قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الصداع : «بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله الكبير ، وأعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ، ومن شر حر النار» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي أن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله تعالى عنهما- أصابها ورم في [ ص: 83 ] استها ، فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده على ذلك من فوق الثياب فقال : بسم الله ، أذهب عنها سوءه ، وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك ، المكين عندك ، صنع ذلك ثلاث مرات ، وأمرها أن تقول» [ذلك ، فقالت ثلاثة أيام ، فذهب الورم] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي أن عبد الله بن رواحة شكا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وجع ضرسه ، فوضع -صلى الله عليه وسلم- يده على خده الذي فيه الوجع وقال : اللهم أذهب عنه سوء ما يجد وفحشه بدعوة نبيك المبارك ، المكين عندك- سبع مرات- فشفاه قبل أن يبرح» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى

                                                                                                                                                                                                                              الحميدي أن فاطمة -رضي الله تعالى عنها- أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشكو من ضر في ضرسها ، فأدخل سبابته اليمنى فوضعها على الضرس الذي يألم فقال : «بسم الله ، وبالله أسألك بعزك وجلالك وقدرتك على كل شيء فإن مريم لم تلد غير عيسى من روحك وكلمتك أن تكشف فاطمة بنت خديجة من الضر كله» فسكن ما بها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن أبي الدرداء أنه أتاه رجل فذكر أن أباه احتبس بوله ، فأصابته حصاة البول ، فعلمه رقية سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ربنا الله الذي في السماء ، تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ، واغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين ، فأنزل شفاء من شفائك ، ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فيبرأ» وأمره أن يرقيه بها ، فرقاه بها فبرأ .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عائشة وهي موعكة ، وهي تسب الحمى ، فقال : «لا تسبيها فإنها مأمورة ، ولكن إن شئت علمتك كلمات إذا قلتهن أذهبها الله عنك» فقالت : فعلمني ، قال : «قولي : اللهم ، ارحم جلدي الرقيق ، وعظمي الدقيق من شدة الحريق ، يا أم ملدم ، إن كنت آمنت بالله العظيم ، فلا تصدعي الرأس ، ولا تنتني الفم ، ولا تأكلي اللحم ، ولا تشربي الدم ، وتحولي عني إلى من اتخذ مع الله إلها آخر» فقالتها فذهبت عنها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح عن أبان بن عثمان عن أبيه قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «من قال : (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء من الأرض [ ص: 84 ] ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات حين يمسي لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ، ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي»

                                                                                                                                                                                                                              قال : فأصاب أبان بن عثمان الفالج ، فجعل الرجل ، الذي سمع منه الحديث ينظر إليه ، فقال : ما لك تنظر إلي ، فوالله ما كذبت على عثمان ، ولا كذب عثمان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت ، فنسيت أن أقولها ،
                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ الترمذي : فكان أبان أصابه طرف فالج ، فجعل الرجل ينظر إليه ، فقال له أبان : ما تنظر ، أما إن الحديث كما حدثتك ، ولكني لم أقله يومئذ؛ ليمضي الله علي قدره .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي الدنيا عن أبي موسى -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من قال : لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في كل يوم لم يصبه فقر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من أبطأ عليه رزقه ، فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن السني عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان» . [ ص: 85 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية