الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عابد من الرهبان :

حدثنا المبارك بن علي الصيرفي من لفظه قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا جدي أبو بكر محمد بن جعفر السامري قال: أخبرنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا أبو طفر قال: حدثنا سليمان الضبعي ، عن عبد الصمد بن معقل بن منبه ، عن عمه وهب بن منبه قال: كان عابد من عباد بني إسرائيل يعبد الله دهرا طويلا في صومعته [ فعف ] وزهد حتى شكته الشياطين إلى إبليس ، فقالوا: فلان قد أعيانا لا نصيب منه شيئا .

قال: فانتدب له إبليس بنفسه ، فأتاه فضرب ديره ، فقال: من هذا ؟ قال: ابن سبيل ، افتح لي حتى آوي الليلة في ديرك . قال له العابد: هذه قرى منك غير بعيدة ، مل إلى بعضها فأو إليها ، قال: اتق الله وافتح لي فإني أخاف اللصوص ، والسباع ، قال: ما أنا بالذي أفتح لك فسكت إبليس ، ثم ضرب باب الدير ، فقال: افتح لي ، قال: من هذا ؟ قال: أنا المسيح قال: إن تكن المسيح فليس لك لي حاجة فقد بلغت رسالات ربك [ ص: 171 ] فموعدك الآخرة .

فسكت إبليس ، ثم ضرب ديره ، فقال: افتح لي قال: من أنت ؟ قال: أنا إبليس ، قال: ما أنا بالذي أفتح لك ، فقال إبليس: لك ما لله ، ولك وجعل يعاهده لا أعمل في مضرة أبدا افتح ، قال: فنزل ففتح له الباب ، وصعد إبليس فجلس بين يديه فقال: سلني عما شئت أخبرك ، فقال: ما لي إليك حاجة ، قال: فقام إبليس فولى فناداه أقبل ، فقد بدا لي أن أسألك ، قال: سل ، قال: أي شيء أهون لكم في هلك ابن آدم ؟ قال: السكر ، فإنه إذا أسكر ابن آدم لم يمتنع منا من شيء نريده ثم لعبنا به كما يلعب الصبيان بالكرة ، قال: وماذا ؟ قال: الحدة لو أن ابن آدم بلغ في عبادة [ الله تعالى ] ما يحيي الموتى [ بإذن الله ] ما يئسنا أن نصيبه في بعض غضبه قال: وماذا ؟ قال: والبخل ، قال: يأتي ابن آدم فنقلل نعمة الله عنده ، ونكثر ما في أيدي الناس عنده حتى يبخل بحق الله في ماله فيهلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية