الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم]

وأخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله؛ علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال [ ص: 264 ] عثمان: يا رسول الله؛ علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله ؛ علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «ما على عثمان ما عمل بعد هذه».

وأخرج الترمذي والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها وهو يقول: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» مرتين.

وأخرج الترمذي عن أنس قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان.. كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عثمان بن عفان في حاجة الله وحاجة رسوله» فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم.

وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال: «يقتل فيها هذا مظلوما» لعثمان.

وأخرج الترمذي، والحاكم وصححه، وابن ماجه عن مرة بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال: «هذا يومئذ على الهدى» فقمت إليه؛ فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت إليه بوجهي فقلت: هذا؟ قال: «نعم».

وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة - رضي الله عنها - : أن النبي - صلى الله عليه [ ص: 265 ] وسلم - قال: «يا عثمان؛ إنه لعل الله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه.. فلا تخلعه»

وأخرج الترمذي عن عثمان أنه قال يوم الدار: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه).

وأخرج الحاكم عن أبي هريرة قال: (اشترى عثمان الجنة من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين: بيع الخلق: حيث حفر بئر رومة، وحيث جهز جيش العسرة).

وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عثمان من أشبه أصحابي بي خلقا».

وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك قال: لما ماتت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عثمان.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زوجوا عثمان؛ لو كان لي ثالثة... لزوجته، وما زوجته إلا بالوحي من الله».

وأخرج ابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان: «لو أن لي أربعين ابنة.. زوجتك واحدة بعد واحدة؛ حتى لا يبقى منهن واحدة».

وأخرج ابن عساكر عن زيد بن ثابت قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مر بي عثمان وعندي ملك من الملائكة، فقال: شهيد يقتله قومه، إنا نستحي منه».

وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن [ ص: 266 ] الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله».

وأخرج ابن عساكر عن الحسن: أنه ذكر عنده حياء عثمان فقال: (إن كان ليكون جوف البيت والباب عليه مغلق، فيضع ثوبه ليفيض عليه الماء، فيمنعه الحياء أن يرفع صلبه).

التالي السابق


الخدمات العلمية