الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثالث ) : قدمنا أن حسن الخلق القيام بحقوق المسلمين وهي كثيرة .

منها أن يحب لهم ما يحب لنفسه ، وأن يتواضع لهم ولا يفخر عليهم ولا يختال ، فإن الله لا يحب كل مختال فخور . ولا يتكبر ولا يعجب ، فإن ذلك من عظائم الأمور . وإن تكبر عليه غيره فليحتمل منه ذلك ويعامله باللين .

ويغض طرف الطرف عن أهل الرقاعة من المتكبرين ، لقوله تعالى { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وأن يوقر الشيخ الكبير ، ويرحم [ ص: 370 ] الطفل الصغير ، ويعرف لكل ذي حق حقه ، مع طلاقة الوجه وحسن التلقي ودوام البشر ، ولين الجانب ، وحسن المصاحبة ، وسهولة الكلمة ، مع إصلاح ذات بين إخوانه ، وتفقد أقرانه وأخدانه ، وأن لا يسمع كلام الناس بعضهم في بعض ، وأن يبذل معروفه لهم لوجه الله لا لأجل غرض مع ستر عوراتهم ، وإقالة عثراتهم ، وإجابة دعواتهم . وأن لا يقف مواقف التهم . وأن يحلم عن من جهل عليه ، ويعفو عن من ظلم . وأن لا يجالس الموتى الذين هم أهل الحطام لقوله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام { إياكم ومجالسة الموتى ، قيل ومن هم ؟ قال الأغنياء . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين } ولا يجالس إلا من يفيده في الدين ، أو يستفيد منه المعرفة والتمكين . إلى غير ذلك من حقوق أهل الإسلام ، المعروفة للأنام ، من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ولي الإنعام . .

التالي السابق


الخدمات العلمية