الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : في الفرق بين الصيانة والتكبر .

وقال في الفرق بين الصيانة والتكبر : إن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبا جديدا نقي البياض ذا ثمن ، فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم ، فهو يصونه عن الوسخ والغبار ، والطبوع وأنواع الآثار إبقاء على بياضه ونقائه ، إلى آخر كلامه قال : بخلاف صاحب العلو فإنه ، وإن شابه هذا في تعززه وتجنبه فهو يقصد أن يعلو رقابهم ويجعلهم تحت قدمه ، فهذا لون وذاك لون ، فجعل الكبر أثرا من آثار العجب وثمرة من ثمراته .

وكذلك قال الإمام الحافظ ابن الجوزي : اعلم أن من أسباب الكبر العجب ، فإن من أعجب بشيء تكبر به .

قال في تعريف التيه : هو خلق متولد بين أمرين : إعجابه بنفسه ، وإزراؤه بغيره ، فيتولد من بين هذين التيه .

( الثاني ) : قوله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث ذكرت طرفا منها { العز إزاري ، والكبرياء ردائي } على اختلاف ألفاظ الحديث ، فما معنى هذه الأخبار ؟ قال الخطابي ، ونقله الإمام الحافظ ابن الجوزي وجموع : إن الكبرياء والعظمة صفتان لله عز وجل اختص بهما فلا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والذل ، وضرب الإزار والرداء م وجل اختص بهما فلا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ، لأن صفة المخلوق التواضع والذل ، وضرب الإزار والرداء مثلا يقول كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق . .

التالي السابق


الخدمات العلمية