الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : الكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة هو كبر الكفر .

( الرابع ) : تقدم في الأحاديث أن من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة .

وأنتم تقولون : الكبر غاية أمره أن يكون من الكبائر ، وذو الكبيرة ليس بمخلد في النار ، ولا توجب دخوله لها عند أهل السنة والجماعة ، خلافا للمعتزلة فيما إذا مات مصرا عليها .

[ ص: 225 ] والجواب عن هذا : أنا نعني بالكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة كبر الكفر ، فإن العبد قد يتكبر على الخالق لفرط جهله فيكفر به ، ولا يعبده ، وربما تكبر على أنبيائه ورسله ، وهذا كافر لا يدخل الجنة أبدا .

قال في النهاية في قوله صلى الله عليه وسلم { لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر } يعني كبر الكفر والشرك لقوله تعالى { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ألا ترى أنه قابله في نقيضه بالإيمان فقال : ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، أراد دخول تأبيد .

وقيل : أراد إذا أدخل الجنة نزع ما في قلبه من الكبر كقوله تعالى { ونزعنا ما في صدورهم من غل } ومنه الحديث { ولكن الكبر من بطر الحق } هذا الحديث معناه ، ولكن ذو الكبر ، أو لكن الكبر كبر من بطر الحق كقوله تعالى { ولكن البر من اتقى } .

انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية